إنه اليَوم

عِندَ الإِستِماعِ إلى إنجيلِ اليَوم ( لوقا 6-1:3 ) ، نَعتَقِدُ أنَّنا نَسمَعُ الآنَ صَوتَ يوحَنا المَعمدانِ القَويّ وهو يَصرُخُ، كما صرَخَ قَبلَ ألفَي عام، أنَّ الربَّ آتٍ وأنَّهُ يَجِبُ عَلينا أنْ نُعِدَّ لَهُ الطَريق.

في الحقيقةِ، بإمكانِ يوحنا المَعمدان اليَومَ أنْ يُكرّرَ الكلامَ ذاتَهُ: إنَّ مساراتَكُم المُلتَويَّة، المَليئَة بالأكاذيبِ والرياءِ وأنْصافِ الحَقائِق، قَوّمُوها بالحَقّ في المَحبَّة، حَتى يَتَمكَّنَ يَسوع مِنْ إيجادِ طَريقِهِ ويأتي ليَعيشَ فيكُم. أوْديَةَ الفَصل التي حَفَرتُموها بالكراهيَّةِ والانقِسامِ وشَيطَنَةِ إخوَتَكُم المُختَلفينَ، إردِموها بِبناء جُسورِ المَحبَّةِ والرَحمَةِ والتواضُع. جِبال وتِلال كِبريائِكُم وما يُسمّى تَفَوّقكُم، وادعاءاتكُم بأنَّكُم وحدَكُم تَمتَلِكُون الحقيقة وبالسعي لِتَطبيقِ أفكارِكُم التي سَرقتُموها أحيانًا كثيرة بِشَكلٍ خَبيثٍ ، إخفِضوها واجعَلوها تتآكَل من خلال التوبَةِ، والوَداعَة، وطَلَبِ المَغفِرَة ومَنحِها للآخرينَ ومن خِلال قبولِكُم لِمَحدوديَّتِكم. إنَّ طُرُقَكُم المُلتويَّة التي تَبِعتموها أو مارَستُموها بسببِ الخُصومَةِ والانتهازيَّة والدَناءَة والمُساوَمَة، صَحِّحوها باستقامَةِ ضَميرِكُم وارتِفاعِ نفوسِكُم وبالإلتزامِ بالعَدالة.

هذا ما يُشكّلُهُ زَمَنُ المَجيء، الذي تَضَعُه أمُنا الكَنيسة في خِدمَتِنا، لاستِقبالِ الربّ الذي سيَحتَضِنُ إنسانيَّتَنا ويُظهِرُ لنا خَلاصَ الله.