في إنجيلِ اليوم، أطلق يَسوعُ على نَفسِهِ لقَبَ « الراعي الصالح »، وهو ما أطلَقَهُ أبوهُ على نَفسِهِ تِجاهَ شَعبِ العَهدِ القَديم. هذا لا يَعني أنَّ تلاميذَهُ يُصبِحونَ غرائزيّاً مُجتَمعين كالقطيعِ، لا يَملِكونَ الإرادةَ والقرارَ والحُريَّة. إنَّها طريقةٌ لِلقولِ إنَّ يَسوع في رَحمَتِهِ يُراقِبُ قَطيعَهُ ويُدافِعُ عَنهُ ويُضَحّي بِنَفسِهِ من أجلهِ، لأنَّهُ يَتكوَّنُ من أُناسٍ أحرارٍ واعين اختاروا أن يَتبَعوه.
في الواقِع، تَطلُبُ أُمُّنا الكنيسة اليَوم أن نُصلّي مِن أجلِ أن يُرسِلَ الربّ أُناسًا على استعدادٍ لتَكريسِ حياتِهِم كلّها لَهُ، جَسَداً وروحًا، لخِدمَتِهِ وخِدمةِ البشريَّة المُتألِمَة. ومع ذلِكَ، ليسَ كلُّ رَجُلٍ، كلُّ امرأةٍ، لديهم هَذِه الدَعوة ، لكنَّ كلَّ رَجُلٍ، وكلُّ إمرأةٍ، هو دَعوة. لأنَّ كُلَّ رجل وكلَّ امرأة هو كائنٌ فَريد غير ” قابلٍ للتِكرار” ، مَدعوٌّ إلى القداسة حَسَبَ المَواهِبَ التي يَمنَحُها لَهُ الربّ. علاوَةً على ذَلِكَ، يتلقّى كلُّ مُعمَّدٍ بِداخِلِهِ بِذرَةَ الحياةِ الإلهيَّةِ، وبالتالي يُضحي حجرًا حيًّا لَهُ مكانَهُ الذي لا غِنى عَنهُ في بناءِ جَسَدِ المَسيحِ الذي هو الكَنيسة.
يواصِلُ يَسوع دَعوَةَ الأشخاصِ الذين يَرغَبونَ في تَكريسِ أنفُسِهِم لِخِدمَةِ الكنيسة والبَشريَّةِ المَتألمَة. ولَكِن، للأسَف، بما أنَّ الحُبَّ ليسَ محبوبًا، فإنَّ الإجابات تبقى ناقِصة. وأنتَ من يقرأ هذه الأسطُر، هل تسمع دَعوَتَه ؟