عَيشُ الله

في زَمَنِ الصَومِ المُقدَس نَدخُلُ في زَمَنِ تَوبَة. وقتٌ لِلعودَةِ إلى الله الآب بَعدَ الإعتِرافِ والندامةِ عَن خطيئَتِنا. بما أنَّ الآبَ هو في الأساسِ مَحبّة، فمِن خِلالِ مَحبَتِهِ سنُحاوِلُ تَغييرَ حياتِنا كلَّها لجَعلِها تتوافَقُ مع إرادَتِه. لأنَّ المحبّةَ هي عامِلُ التَغيير العظيم.
لَقد تَجلَّت مَحبَّةُ الله لنا في تَجسُّدِ ابنه الذي جاءَ ليَخدُم ولا ليُخدَم، كما يقول. في مواجهةِ ميولِنا في البَحثِ عَن السُلطَةِ والسَيطرة، وبَعَد أن كانَ يسوع قَد أحبَّ خاصَتَهُ الذين في العالَم، فبَلَغَ بهِ الحبِّ لَهُم إلى أقصى حدودِهِ، ومِن أجلِ أن يُعطينا المِثال، خَلَعَ ثيابَهُ، مثل العبد، وأخَذَ مَنديلاً فائتَزَرَ بهِ وأخَذَ يَغسُلُ أقدامَ التَّلاميذ. وهكذا، مَدفوعاً بِمَحَبَتِّهِ، إنحنى الخالِقُ أمامَ خليقَتِه.
توبَتُنا، في زَمَن الصومِ المُقدَّسِ هذا، تَقتَضي أن نَتبَعَ مِثالَ يسوع. لذَلِك يَنبَغي علينا أن نَفعَلَ ونتصرَّف ونُعطي ونَبذُلَ ذواتَنا ونُسامِحَ ونَخدُمَ، مِثلَهُ، في الحبِّ المجانيّ ومِن خِلالِه، وخاصةً تِجاهَ أولئِكَ الذين هم في أمَسِّ الحاجَةِ إلى الحُبِّ والرِعايَةِ والإهتِمام. دائمًا بدافعِ الحبِّ، يِجِبُ أن نَتواضَعَ إلى درجةِ تَقديمِ الخَدمات الأكثَرِ تَواضُعًا للآخرين. هكذا سنحيا كما عاشَ يسوع في تحقيقٍ كامِلٍ لِمَشيئَةِ الآب.