قبل خلقِ العالَم، يقولُ الكتابُ المقدَّس أنّ روح الله كانَ يَرفُّ على وجهِ المياه. عندما خلقَ الله الإنسان نفخَ في أنفِهِ نسمةَ حياة، فصارَ الإنسانُ نَفساً حيّة. لسوء الحظ ، من خلال التمرُّدِ على الله، فقد الإنسان روح الله.
بِتَجَسُدِهِ، يَقِفُ يسوعُ مُتضامِناً مع الإنسانِ الخاطئ ويُقدِّمُ نَفسَهُ ليَعتَمِدَ على يدِ يوحنا المعمدان، على الرغمِ من أنَّهُ لَم يَكُن خاطئاً. ولَكِن بِمُجرَّد أن نَزِلَ في نهر الأردن، حلَّ روح الله مرة أخرى على الأرض عليهِ. بعِمادِه ، أتمّ يسوع في شخصِه خلقاً جديدًا للعالم وللإنسان وأعادَ الروح. وقَد سَمِعَ صوتَ الآبِ يقولُ له : « أنت ابني الحبيب. فيكَ وضَعتُ كلَّ حُبّي ».
نحنُ أيضاً، بِفضلِ إتحادِ يسوع بِنا، نَسمعُ هذه الكلمات ذاتَها أثناءَ معموديَّتنا بإسم الثالوثِ الأقدس. وبعدَ أن أصبَحنا أبناءَ الآب وإخوةَ يسوع، يجبُ أن نعيشَ يوماً بعد يوم هذه الخليقة الجديدة التي صرنا عليها، كما عاشها أخانا البِكِر. لهذا، بدلاً من الرغبة في قيادةِ مسيرةِ حياتِنا بأنفُسِنا مثل آدم، يجب أن نَترُكَها للآب، حتى لو لم نَفهم دائماً طريقته في فعلِ الأشياء. مثل يسوع ، يجبُ أن نعيش ليس كأطفالِ جاحدين أو مدلَّلين ينسون أنهم مدينون بكلِّ شيءٍ لآخَر، ولَكِن يجبُ أن نتصرَّف ونتحدث على مثالِ أخينا البِكِر، وأن نُسلّمَ ذواتَنا للإرادة المقدَّسة لخالِقنا الجديد.