إذا كانَتِ الكَنيسةُ ، بَعدَ يَسوع، تُصِرُّ على عَدَمِ الطلَّاقِ في الزواج المُحتَفَلُ بهِ أسراريًّا، فَذَلِكَ لأنَّ الزَواجَ هو عَهدٌ بَينَ شَخصَينِ حُرَّينِ، لا يُمكِنُ إستبدالَهُما، واعِيَين، وفريدَين، على صورةِ الثالوثِ الأقدس. في الحَقيقةِ، الآبُ والابنُ والرُّوحُ القُدس هُم ثلاثة أقانيم مُتميّزين، أحرارٌ ومُختَلِفون، لَكنَّ التميّز لا يُقسِم الوِحدة الإلهيّة. في الواقِع، يُريدُ يَسوعُ أنَّهُ عِندَما يُقرِّرُ رَجلٌ وامرأة، وهُما شَخصانِ حُرّانِ واعيان، الإتِحادِ في الزواجِ مَدى الحياة، أن يُشكّلا تَجسيدَ سِرِّ الثالوثِ الأقدَس. لأنَّ سرَّ الزَواجِ هو سرٌّ عميقٌ مثلَ سرِّ الثالوثِ الأقدس. في الواقع، ما الذي يَدفَعُ شَخصانِ مُختَلِفانِ تمامًا أن يُحبَّا بَعضَهُما البَعِض مَدى الحياة ويَصيرانِ جَسدًا واحدًا؟ في الواقِع، ” الحبُّ هو الفِعِل الذي يَجعَلُ الإنسان مَوجوداً من شخصٍ لآخَر، خارج الخَصائِص والصِّفاتِ الفرديّة “.
هذا السِرُّ كبيرٌ جدًا لِدَرجة أنَّهُ لا يَنبَغي لأحدٍ أنْ يُغامِر بالذَهابِ إليهِ دونَ تَحضيرٍ جَديّ. يَجِب أن يكون الزَوج والزَوجَة شَخصَينِ ناضِجَين، حُرَّين، يَقِظين، لدَيهِما حِسُّ المَسؤولية والرَغبَة في بناءِ أُسرةٍ تَستَقبِل الأطفال كهَديّةٍ كَريمَةِ مِنَ الرَبّ الذي يَرى في كلِّ زواجٍ صورَتَه الخاصَة، والذي يَملَؤُهُ بِنِعمَتِه وحُضورِه.