إنسانٌ في الثالوثِ الأقدَس

بعد أن أتَمَّ يَسوعُ رسالَتَهُ على أكمَلِ وَجه، رُفِعَ إلى السَّماء، وجلَسَ عن يَمين الله. بَقيَ مُتحِداً بِطبيعَتِه الإنسانيّة التي طَبَعَتها آثارُ تَعذيبِه ومَوتِه. ولم يَعُد بإمكانِنا رؤيَتَهُ بأعيُنِنا الجَسديّة، إلّا أنَّهُ يبقى حاضِرًا مَعنا وفينا كلَّ الأيّام إلى نِهايةِ العالَم، لِكَي يُواصِلَ بِطريقةٍ مُختَلِفةٍ، رِسالَتَهُ الأساسيَّةَ كمُخَلِّص، ولكي نَسلُكَ نَحنُ أيضًا الطريق  للوصولِ إلى يَمينِ الآب. ويَستمرُ يسوعُ بالتَشفُّعِ لنا لدى الآب ليَمنَحَنا روحَهُ ورَحمَتَهُ بِوفرة. وبِصعودِهِ بِجَسَدِه إلى الآب، يبقى، كما قالَ، الطريقُ لنا ، طريقَ الرَّجاءِ في وعودِ الآب.

الطريقُ التي سَلَكَها يَسوع هي طريقُ الرِسالة. وبما أنَّنا أعضاءُ جَسَدِهِ السريّ، فهو يُعيِّنُ لِكُلِّ واحدٍ مِنّا رِسالَة: أن نَشهَد، بالقولِ والفِعِل وبِكُلِّ سُلوكِنا، لمَوتِهِ وقِيامَتِه، في هذا العالم الذي يَسعى بِشكلٍ مُتزايدٍ إلى الإستِغناءِ عَنه. أن نُخبِرَ عَن ما فَعَلَه ونَعيش ما علَّمَهُ بمساعدةِ نِعمَتِهِ الدائمة رُغمَ ضُعفنا وخطيئتنا التي تَجذُبَنا إلى الأسفَل. 

على مثالِ يسوع الذي من خلالِ المَحبّة وحدَها كشَفَ لنا الآب؛ نحنُ أيضاً بِمَحبَّتِنا بَعضنا البَعض، وخاصةً الفقراء، نَشهَدُ لِمَحبَّتِه.