بَعد أن إِنحنى لِيَغسلَ أقدامَ التَّلاميذ، أعلن يسوعُ عن نَفسِه: « الربُّ والمعلِّم ».
الربُّ، كَتَعريفٍ للكَلِمة، هو الذي يملُكُ سُلطةً مُطلقةً على شخصٍ ما أو شيءٍ ما. المُعلِّمُ هو الذي يُعلِّمُ، ويُعطي التوجيهاتِ ولدَيهِ القُدرَةُ على فَرضِ إرادَتِه. هذان اللَّقبان، لم يُطلِقهُما يَسوع على نفسِهِ بِشَكلٍ غيرِ مُلائِم. لَكنَّهُ استَحقَّهُم.
لقد نالَ سيادَتَهُ بأن أصبَحَ خادِمًا ووضَعَ نَفسَهُ وأطاعَ حتّى المَوت، مَوتِ الصليب. ولهذا يَكتُبُ القِّديس بولُس: « لِذَلِكَ رَفَعَهُ اللهُ إلى العُلى وَوَهَبَ لَهُ الإسِم الذي يَفوقُ جميع الأسماء كيما تَجثو لإسِم يسوع كلُّ رُكبَة ». لقد نَالَ لَقَب المُعلِّم من خلال طاعةِ إرادةِ أبيه لدرجةِ أنَّهُ يَستطيعُ أن يُعلِّمَ بُسلطانٍ، أعطاهُ إيّاهُ الآب بولادَتِه لَه قبلَ كلِّ الدهور.
فإذا أخذنا معموديَّتِنا جديّاً وإستَسلَمنا لإستحقاقاتِها، نُصبِحُ خاضِعينَ لهذه السيّادة ولهذا التَّعليم. في الواقِع، يُشيرُ الخَتمُ الثالوثيّ الذي نتلقاهُ في المَعموديّة إلى أنّنا أصبَحنا حقًا مُلكًا ليَسوع الذي نَسجَ بِدَمِه مع كلِّ واحدٍ مِنّا عهداً أبديًّا نَقبَلُ بموجَبِه أنَّهُ المَرجَعُ النِهائيّ لـِقناعاتِنا وأفعالِنا وسلوكَنا وحياتَنا كلَّها.
لِنَشكُرَهُ بِحرارة لأنَّهُ جَعَلنا مُلكَهُ الخاصّ، المَوعودينَ بنَفسِ ميراثِهِ كإبِن، إذا عَرَفنا أن نُطيعَ مِثلَهُ إرادةَ الآب.