بقراءتِنا آلام المسيح نَدخُلُ أسبوعَ الآلام. إنَّ قراءَةَ كَلِمةِ الله ليسَت مُجرَّدَ سَماعِ قُصَةٍ تاريخيّةٍ قَديمة، ولَكِن لِجَعلِ هذه الكَلمة حاضِرة وتأوينِها. أن نَعيشَ مِن جَديد، هُنا والآن، خُطوات وأفعال المسيح التي من خِلالِها يَدخُلُ في مَجدِه ويُحقِّقَ، ما يتخطّا المَكان والزمان، مُصالحَة البشريّة جَمعاء مع الآب، من آدم إلى آخر إنسان على الأرض.
فبطاعَتِهِ المُحبَّة لإرادةِ أبيه، وقد جَعَلَت مِنهُ خادِماً متواضِعاً لإخوتِه، أصلَحَ المَسيح في جَسَدِهِ وحمَلَ عليهِ خطايا وآلام وصعوبات وبؤسِ جميع البَشَر، وصَلَبَها مَعه. هَذِه الطاعَة هيَ عَمَلٌ لا رجوعَ فيه يَجعَلُ المَسيح حاِضرًا دائمًا في حياتِنا. لهذا، أسَّس كنيسَتَهُ التي أوصاها بأن تستَذكِرَ جميع أقوالِهِ وأفعالِه التي قامَ بِها في الطاعة. هي تَفعَلُ ذلك من خلالِ المَعموديّة، التي تُغطِّسُ فيها النّاس في موته وقيامته، ومن خلال الإفخارستيّا، التي تحتفِلُ بها كلَّ يومٍ، مِن مَشرِقِ الشَّمسِ إلى مَغرِبِها، وحتى نهاية الأزمِنة، ومن خلال الأسرارِ الأُخرى التي بواسِطَتِها تَنقُلُ لَهم حياةَ الله الثالوثيّة.
دَعونا نَدخُل في هذا الأسبوع المُقدَّس بِكُلِّ كيانِنا، لأنَّنا لن نحياهُ وَحيدين، بل مع يسوع الساكِن فينا بواسطةِ روحِهِ القّدوس. وهكذا نُشارِكُ بِفعاليَّةٍ في آلامِه وقيامَتِه.