للإجابةِ على هذا السؤال، لا جَدوى مِن دراساتِنا المُكثَّفة وتَخميناتِنا العِلميّة. علَينا الإنتظارُ ليَكشُفَ اللهُ لنا عَن ذاتِه. هكذا كشَفَ إسمَهُ وطبيعَتَه لموسى : « الربُّ الربّ ! إلهٌ رَحيمٌ ورَؤوف، طويلُ الأناةِ كثيرُ الرَّحمَةِ والوَفاء ». هو إذن ليسَ برئيسٍ قويّ مُهِمتَهُ المُراقبة، الإقتصاصُ والإنتقام.
ومع ذلك، كانَ عَلينا ترقُّب الوَحيَ الكامِلَ والنِهائيّ لِما هوَ عليه، عندما جاءَ ابنَهُ الوَحيد نَفسَهُ ليعيشَ كإنسانٍ بيننا، ويتصرّفَ كإنسانٍ ويَكشِفَ لنا الله الذي يُسمّيهِ ” أبي ” ويقولُ لنا : « أنا والآب واحِد … مَن رآني رأى الآب ».
بكلِّ أفعالِهِ، أظهرَ هذا الابنُ الوحيدُ، يَسوع الناصريّ، نَفسَهُ على أنَّهُ الإلَه الذي كشَفَ عَن ذاتِه. في الحقيقةِ يسوع غَفَرَ الخطايا وشفى المرضى وأحيى الموتى ورحّبَ بالخطاةِ والعشارينَ ومَن رَفَضَهُم مَجتَمَعِه وبالمرأة الزانيّة والمُجرم المصلوب معه … إضافةً إلى ذلِكَ نسَجَ معنا العهدَ الجديدَ النهائيّ والأبديّ بدمه البريء المَسفوك على الصَليب، والذي يوجِزُ كلِّ العهودِ المُتعددة التي عقدها والده مع الإنسانِ من قبل.
هذا هو حقيقةً إلَهنا : هو هذا الحُبُّ العظيم الذي يُرسِلُ إلينا أثمَنَ ما لدَيه، إبنَهُ الوحيد، شُعاعُ مَجده وصورَةُ جَوهَرِه، ليأتي ويعيشَ مِثلنا، مَعنا، وفينا ويكشِفَ لنا طبيعَتَهُ الحقيقيّة : الرَحمة، الشفَقة ، الرِقّة ، والعلاقة الحميميّة مَعَ كلِّ واحدٍ مِنَّا. إنَّهُ إلَهَنا الثالوث : الآب والابن والروح القدس.