في شِفاءِ الأصمّ المَعقودِ اللِّسان، يَلمُسُ يَسوع أُذنَيهِ ولِسانَه، لكنَّهُ يُعطي الأمرَ لَهُ بالكامِل بالإنفِتاح. لنا أيضاً، يوصينا بأن نَنفَتِح أولاً وقبل كل شيء على كَلِمتِه لكي نتأمَّل فيها، وخصوصاً، أنْ نُطبِّقُها دونَ خجلٍ أو تردُّد. لأنَّهُ في الوقتِ الحاضِر، كثيراً مِن الدوَلِ المُهَيمِنة سياسيّاً واقتصاديّاً تُريدُ فَرضَ لُغَتَها وعاداتَها وأسلوبَ حياتِها على جميعِ البُلدانِ الأخرى. وهكذا، في العديدِ من البُلدان ذات الثقافاتِ القَديمةِ والمَجيدة، يَرتدي الناسُ نفس الملابِس مِثلَ تِلكَ الدوَل ، ويَسمعونَ نَفسَ الموسيقى، ويأكلون الوَجَبات السريعة، ويَشربون السمِّ المُسمَّى كوكا كولا، ويَخلِطون لُغةَ تِلكَ الدوَل مع لُغَتِهِم الأصليّة.
نتيجةً لذلِكَ، فَقدَ العديدُ من المَسيحيين، الذين تأثروا بهذِه الأفكار، مِعنى أعيادَهُم الدينيَّة، وتَقاليدَهم الثقافيَّة، ولُغتَهُم الأم. على سبيلِ المِثال، أصبَحَ عيدُ الميلادِ مِهرجانُ الشِتاء، وعيدُ الفُصِح عيدُ بيضِ الشوكولا…
لهذا السبَب، يجبُ علينا نَحنُ المُعمَّدين، أن نتعلَّمَ من جديدٍ كيفيّةَ الإصغاء إلى كلِمةِ الله واستيعابِها جيّدًا حتى نَتَمكن من إيصالِها إلى الأجيالِ المُقبِلة، وفي نفسِ الوقت نَنقلُ لَهم قيَمَنا ولُغتِنا الطقسيّة. لأنّ كلِمةَ الله هي كلِمة متوجِهة للإنسان، لكلِّ إنسان، لكرامةِ الشخصِ البَشريّ، بِغضِّ النَظر عن عُرقِهِ أو أصلِه.