بِظهورِه للغُرباء المَجوس بواسطةِ النَجمِ الذي قادَهم إلى يسوع، يَفتحُ الآب خَلاصَه للعالمِ أجمَع ويَدعو الجَميع إلى ابنِه. في الحقيقة إنَّ عيد الدِنِح هو عيد العالميّة. إنّ سرَّ الله الآب مُخصَّص للبشريّة جَمعاء وليس للمسيحيين وحدَهُم. يَستطيع جَميع البشر، من جميعِ الأعراقِ والثقافات، أنْ يكتَشفوا ويتذوَّقوا بِحريَّةٍ كامِلة، الحُبَّ والحنان والعدالة والسلام لهذهِ الأبوَّة الإلهيَّة.
يَقَعُ على عاتِقهِم الخروج من حالةِ الإكتِفاء الذاتيّ والبِدء في البَحثِ عَنه. وإذ يرى حُسن نيَّتهم، سيُرسِلُ إليهم نَجمًا خفيًّا، الإيمان، الذي سيَضَعه في قلوبِهِم من خلالِ الروحِ القدس. سيعمل هذا فيهِم ليوجِّهَهُم بِثباتٍ نَحوَه. وعندما يَخفِت هذا النَجِم أو يبدو أنَّه يَختفي، يَضَع في طريقِهِم كلمتَه المُتجسِّدة في الكتابِ المقدس، والإفخارستيا وفي شخصِ الفُقراء. هذه هي الأمكِنة التي سيتَمكَّنونَ فيها من إعادةِ اكتِشافِه.
قدّم المَجوس للملِك، الذي جَثوا لَهُ ساجِدين، الذَهب والبَخور والمُرّ. أمّا نَحن الذين اكتَشفنا بالإيمانِ هذا المَلك المسيح، فماذا علَينا أن نقدِّم له ؟ هو لا يَحتاج إلى ذِهبِنا، ولا إلى بَخورنا، ولا إلى مُرِّنا. يُمكِننا أنْ نقدِّمَ له حياةً مَليئة بالحُبّ والحَنان والخِدمة تِجاهَ فقرائِه أيًّا كانوا، وحياةً كامِلةً تشهَد، بالقولِ والفِعلِ، لِعلاقة المَحبّة الشَخصيّة مَعه. هَذِه الشَهادة هي التي ستُساعِد في عولَمةِ الإنجيل ونَشرِه من حَولِنا.