لقد كانَ القديسُ البابا يوحنا بولُسُ الثاني، مُعتَمِداً على رؤى القديسة فوستين والذي أعلَنَ قداسَتَها، مَن أسَّسَ أحَدَ الرَحمَة الإلهيّة، لكنَّ حَبريَّةَ البابا فرنسيس مُشبَّعة في إعلانِ رحَمةِ الآب، وأصبَحَ هو المُعلِنُ الأوّلُ والأكبَر لرحمةِ الآب. لَقَد عرَّفَ عَن رَحمَة الآب على الشَكلِ التالي : « إنَّ الرَحمَةَ هي العمَلُ المَلموسُ للمَحبَّة، هي تبقى دائمًا فِعلُ مجانيّةِ الآبِ السماويّ، محبّة غير مشروطة وغير مستَحَقَّة؛ و التي، بغفرانها، تحوِّلُ الحياةَ وتغيِّرها. هكذا يظهر سرّها الإلهي. الله رحوم، ورحمته تدوم إلى الأبد ، من جيلٍ إلى جيل تُعانِقُ كلَّ شَخصٍ يَثِقُ بِه وتُحوِّلَهُ وتُعطيهِ حياتَهُ عَينها ».
لم يُكرِّس البابا فرنسيس عامًا كاملاً للرحمة فَحَسِب ، بل قامَ أيضًا بتأسيسِ مُرسَلي الرحمة ، هؤلاء الآلاف من الكهنة الذين أرسَلَهُم إلى العالم مع القُدرة على إبراءِ كلِّ أنواعِ الخطايا وإعلانِهِم للتائِبين عَن رَحمَة الله اللامتناهية.
مُعتَمِدين على مَعموديَّتِنا، يطلبُ البابا فرنسيس مِنّا جميعاً أن نَعيشَ حياتَنا المَسيحيّة كمُرسَلينَ للتَبشيرِ بالرَحمة ، وكما غَفَرَ اللهُ لنا، أن نَكونَ وُكلاء للمَغفِرَة والمُصالحَة والسَّلام وأن نُمارِسَ قَدرَ إستطاعَتِنا أعمال الرحمة الجسديّة والروحيّة السَبِع.