يَحتاجُ الإنسانُ إلى عَلاماتٍ مَوثوقَة حَتّى يؤمِن. لذلِكَ بدأ يَسوع حياتَه العَلنيَّة في قانا بآيةٍ حثَّت إيمانَ تلاميذِه. ولمّا تراءى لَهُم بعد قيامَتِه قالَ لهم: « أُنظروا إلى يديّ وقَدَمَيّ. أنا هو بنَفسي. إلمِسوني وانظروا ». كذلِك لكَي يؤمن الرسولُ يوحنا بالقيامة « رأى وآمَن ». توما بِدوره، عندما رأى جَنبَ ويَدَيّ يَسوع المَصلوب، آمَنَ، ليس فَقط بالإنسان الذي عادَ إلى الحَياة، بل بربِّهِ وإلَهِه. لقَد كانَ الإيمان هو الذي سمَحَ لَهُ بالإنفِتاحِ على حقيقةٍ أعظمَ بِكَثير. وهكذا الحالُ مع سائِرِ الرُسُل الذينَ كان إيمانُهُم بَصَريّاً. وعلى شهادَتِهم نؤمِنُ نَحنُ أيضًا دونَ أن نرى.
وحتى اليوم، لِكَي يولَدَ وينمو، يَحتاجُ إيمانَنا إلى علاماتٍ مَوثوقَةٍ ومَرئيَّة حتى نَتمكَّن مِنَ الإيمانِ بأشياءٍ غَيرِ مَرئيَّة. نَحنُ بِحاجةٍ إلى رؤيَةِ جسدَ يَسوع نَفسَهُ مِثلَ مريم المجدليَّة والرُّسُل. ولهذا السَبَب أعطانا كعلامةٍ كنيستَهُ، جسَدَهُ السريّ، المُكوَّن من خطأة مغفورٍ لهم، والذين، على الرغم من هشاشَتِهِم، يواصِلون الشهادَةَ لقيامَةِ يسوع. ثمَّ أعطانا رَحمَتَهُ من خلالِ مَغفرَتِه المُستَمِرة لنا، وأمَرنا بِنَشرِ هذهِ الرَّحمَة بواسطةِ أعمالنا الخَيريَّة تِجاهَ الفُقراء. وأخيراً أعطانا جَسدَه مأكلاً ودمَهُ شراباً في الإفخارستيّة.
فهل حياتنا هي علامة لقيامةِ يسوع في عالمنا اليوم ؟