أصدِقاءُ يَسوع

قالَ يسوع : « لا أدعوكُم خَدَماً بعدَ اليوم لأنّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سيِّدَهُ. فقَد دَعَوتُكُم أحِبَّائي لأنّي أطلَعتُكُم على كلِّ ما سَمِعتُهُ من أبي ». بِما أنَّ كلامُ اللهِ حيٌّ فاعِلٍ، تُتَمّمُ ما تُعبّرُ عَنهُ، فقد أصبَحنا مُتساوينَ ليَسوع، عارفين بالوَحي سِرَّ الآب وأعمالَ يسوع.

فلنَركَع إذًا لِنَشكُرَ ونَعتَرِفَ ونؤدّيَ السُجودَ أمامَ هذا الفِعل الذي بِهِ، نَحنُ المجبولون بالتراب والضُعف والمَحدودية ومن العَدَم، نُصبِحُ من خِلالِه آلِهة. كلُّ ما علَينا فِعلَهُ هو أن نَفهَمَ ما نَحنُ علَيه. لا يُمكِنُنا أن نَفعلَ هذا بِمُفرَدِنا. لأنَّ الخطيئة، للأسَف، قَد شَوَّهَت صورَةَ أبينا فينا، إذ قدَّمَتهُ كطاغيَة مُتشكّك وغَيور على سُلطَتِه. بينما يسوع، من خلال كلّ أفعالِهِ وأقوالِه، يُظهِرُ لنا الآب كإلَهٍ يُحبّ ليسَ لدَيهِ حِساباتٍ ليُصفّيها، بَل يأتي يَبحثُ عنّا ليُقدم لنا صداقَتَه بِلا كلَل. لهذا، نحتاجُ فقط أن نتأمَّلَ بيسوع يخلَعُ ثيابَهُ ويأتزِر منديلاً، يَجثو على رُكبَتَيه ويَغسِل أرجُلَ تلاميذِه، بينما هو، بشهادَتِهِم، ربّهُم وإلَهُهُم.

بِنِعمَته فقط يُمكِنُنا أن نُصبِحَ أصدقاءَ يسوع والإقتداء به ، وخاصةً بتواضُعِهِ ومحبَّتِهِ المَجانيّة والرَحيمة.