بلَمسِهِ الأبرَص ليُبرِئَهُ، إنتهَكَ يسوع تقليدٌ في الشريعة. وكذلك فعلَ الأبرص عندما لَمَسَ يسوع. في الواقِع، كانت الشريعة تَطلُبُ أن يكونَ الإنسانُ طاهرًا لكَي يَقترِب من الله ويؤدّي له العبادة. بالنسبة ليسوع، في الأزمِنة المسيحانيّة التي جاءَ ليفتَتِحها، لا يوجَد طاهر أو نَجس، ولا هناك أشخاصٌ يَتمُّ استبعادُهم اجتماعيًا وثقافيًا. بقبولِهِ أن يجثو الأبرَص عند قدميه ويسجُد له كإله، وبِزَجرِهِ الأرواح الشريرة التي اعتَرفَت بِه كإبِن الله؛ وأنْ يكونَ وثنيّ، قائِد المِئة، هو الذي يراه يَموتُ على الصَليب ويَعتَرِفَ به كإبن الله، وليسَ اليهود، الذين هم الشعبُ الأول لإعلان ملكوت الله، يظهَرُ يسوع بشكلٍ ضمنيّ أنَه الله الصائرُ إنسان.
كمعمَّدين وتلاميذِ يسوع، نؤمِن ونُطبِّق ما يقوله القديس بولس: « إنّي عالِمٌ عِلمَ اليَقين، في الربِّ يسوع، أن لا شيء نجسٌ في حدِّ ذاتِه ». ولا يَحقَّ لنا أن نَستَبعِد أيّ شيءٍ أو أحد، لأنَّ كلّ الخليقة جاءَت صالحة من يَد الخالقِ وابن الله جاءَ ليخلِّصَ جميع البشر دون استثناء. على العكس من ذلك، يَجبُ أنْ نكونَ قريبين مِنَ الجميع، وخاصةً من المُستبعَدين بسببِ المرضِ أو القانون الظالم. بل يجب علينا تفضيلَهُم وخِدمَتهم حتى نساعدهم على قبولِ أنفسهم واستعادة الثِقة بالنَفس. لأننا كُلُنا أبناء الآب الذي يحبُّنا جميعاً بالتّساوي.