تَجلي يَسوع أمامَ بطرُس ويَعقوب ويوحِنا هو الوَعدُ والضَمانُ لنا. لأنّهُ، كما يقولُ القديس بولُس : « نَنتَظِرُ مَجيء المُخلِّصِ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ الَّذي سَيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقيرِ فيَجعَلُهُ على صُورةِ جَسَدِهِ المَجيد بَما لَهُ مِن قُدرَة يُخضِعُ بِها لِنَفسِهِ كلَّ شيء».
عايَنَ هؤلاءِ الرُسُلِ قُدرَةَ الله الذي مَجَّدَ يسوع قبل مَوتِه. قُدرةُ اللهِ هذهِ ، على عكَسِ قوّتِنا التي تَسعى إلى السَيطَرَة واستغلال كلّ شيء، هي القوّة التي تَحـتَرِمُ حُريَّةَ الإنسان، المُكوَنةُ مِن الحَقيقةِ، والحبِّ، واللُطفِ، والشَفَقَةِ، والرحمةِ والحنان.
ومع ذلك، فإنَّ تَجَلينا الخاص لا يَقتَصِرُ فقط على القيامَةِ في نهاية الأزمِنة، ولكنُّهُ يبدأ من هذه الحياة. لأنَّهُ، على عَكسِ رَغبَةِ بُطرس في نَصبِ الخيامِ والاستقرارِ في هذا المَجِد، يَجبُ أن نَنزِلَ، مثل يسوع، ونَستَمِرَ في مَعرَكةِ الحياةِ اليَوميّة. يجب أن نَصعَدَ إلى اورشليم حامِلينَ صَليبَنا، على خُطى يسوع، لِكَي نَموتَ هناك ونَكون جَديرين بِمَجدِ القِيامَة.
في زَمَنِ الصَومِ الكَبير والتوبَة، مع عيونِ الإيمان، دَعونا نُحوِّلُ كلَّ سلوكِنا تِجاه الآخرين، خاصةً نحوَ المَحرومينَ والمَرفوضينَ في هذا العالم، ولِنتعامَلَ مَعَهُم بلُطفٍ، وحُبٍّ ورَحمَة، ونرى فيهم شَخصَ المَسيحِ ذاتِه.