إنَّ أوَّلَ من يَنزَعِجُ من صلاحِ خَلْقِ الله هو الشيطان. يُدخِلُ نَفسَهُ إذاً بينَ الإنسانِ والله، ويُقسِمُ بينَهُما ويُقيمُ بينَ الإثنَينِ هوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يستطيعَ الذينَ يُريدونَ الإجتياز من ناحيةٍ إلى أخرى أن يفعلوا. أبو الكَذِب، مامون الإلَهُ المالِ، يُمكِنُهُ فقط أن يُعطي ما هو عَليه: الانقسام. في حينِ أنّ الله خلق كلَّ شيءٍ للجميع، يَجد إلَهُ المالِ طريقةً لتَقسيمِ العالَمِ إلى فُقراء وأغنياء. هذا ما نراهُ في عالَمِنا. ما نُسمّيه الشمال يَغرقُ في الثروة، بينما ما نُسميه الجنوب يَتضوَّرُ جوعاً.
يُعلِنُ يسوع : « طوبى لِفُقراءِ الرُّوح ». بالنسبةِ للمسيحِ-الفقير، الفقيرُ هو المُتواِضعُ والمُذلّ والمُحتاج والذي يَعكِسُ هذا الوضعَ في قَلبِه. إنَّهُ الشخص الذي لا يَنتَظِرُ شيئًا من الناس، ويوكِلُ نفسه تمامًا إلى الله.
يُعلنُ يسوع أيضًا : « الوَيلُ لَكُم أيُّها الأغنياء فقد نِلتُم عزاءَكُم ». بالنسبةِ ليَسوع ، الغَنيّ هوَ الشَخصُ المُكتَفِ تماماً بِمُمتلكاتِه لدرجةِ أنَّهُ لَم يَعُدْ يّشعُرُ بالحاجة إلى الله. يَجِدُ أمانَه وسعادتَهُ في الأموالِ التي جَمَعها حتى لَو من خلالِ إفقارِ الفُقراء الذين لا يعلَمُ بوجودِهِم.
هَل سنَسمَحُ للإلَه المالِ أن يتلاعبَ بنا ؟ الأمرُ متروكٌ لنا أن نختار: أن نكونَ أغنياءَ بالله بالمُشاركة أو أن نَخدَع أنفُسَنا بالسعي وراءَ أمنِنا مِن خِلالِ ما نَملُك.