إلهُ الفرح

بناءً على طلبِ مريم، يُقدِّمُ يسوع « ساعَتَهَ » ويَنقِذُ العروسَين من عارِ رؤيةِ حفلِ زِفافِهِما ينتهي في خيبةٍ لقِلّةِ البصيرة. يأتى « بآية » وبالتالي يَفتَحُ طريقَ الإيمانِ لتلاميذِه، بإنتظار ساعَتِهِ التي سيَثبِّتُها في هذا الإيمانِ نفسِه بِسُكنى روحِهِ الذي سوف يَسكبهُ عليهِم بِسخاء.

ولكِن عندما سيؤَكِدُ أنَّ ساعَتَهُ قد أتَت، فلن يخلِّصَ عَروسانِ فقط من العار، بل كلِّ البشريّة من الخطيئَةِ والموتِ الأبديّ. يبدأُ بتطهيرِ هيكلِ أبيهِ من الباعة. ثمَّ يَتصدّى للبؤسِ الجسديّ والمعنويّ لِشعبِهِ، ويَبذُر على نطاقٍ واسعٍ بهجةَ العيشِ بشفاءِ المرضى، وبقيامةِ الأموات، وبتكثير الأرغفة، وطردِ الأرواح الشريرة… ثمَّ يختارُ الرُسُل، نُواةَ شعبِ العهد الجديدِ الأبديّ، وسيُعدّ لَهُم مائدةً تَكتَنِزُ بوَفرةٍ جسدَهُ ودمَهُ، ليَتَشاركا معًا في فرحِ الأخوة البشريّةِ الإلهيّة. في الواقِع، إنّ حُبِّهِ اللامُتناهي للإنسان هو الذي سيَجعَلهُ يموتُ على الصليب كضحيّةٍ لخلاصِ إخوَتِهِ البَشَر.

لنُطِع أمرَ مريم التي أعطتنا إيّاهُ كأمّ : « مَهما قالَ لَكُم فإفعَلوه »، وبذلِك يُصبِحُ كلُّ واحدٍ مِنّا بدورِهِ أيةً تشهَدُ على هذا الفرحِ والخلاص في وسطِ الفُقراء والمتواضعين من شعبِهِ الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *