الجَسَد البشريّ في مُخطَّط الله

يُخبِرنا إنجيلُ اليوم كيفَ قامَ يسوع بتطهيرِ الهيكل في أورشليم. لقد طَرَدَ الصَنَمَين الكبيرَين: المال والسُلطَة، وأعلنَ أنَّ جَسَدَه هو الهَيكل الحَقيقيّ. ومع ذلك، فإنّ المسيح عندما تَجَسد لا يأخذ جسدَ إنسانٍ فحسب، بل هو أيضًا الجَسد الكونيّ الذي لا يشمل بيولوجيا الإنسان فقط، بل الخليقة كلّها؛  ثمَ أعطى نَفسَه الجسد الإفخارستيّ في الخُبز والخَمر، وأخيراً أعلن القديس بولس الكنيسة جسده السريّ.

ولكن منذ تَجَسد يسوع في جسدٍ بيولوجيّ مثل جسدنا، يُصبِحُ كلّ جسدٍ بشريّ هيكلاً الله، يقولُ القديس بولس : « أما تَعلَمون أنَّكُم هَيكَلُ الله، وأنّ روح الله حالٌّ فيكُم؟ مَن هَدَمَ هيكل الله هَدَمَه الله، لأنّ هيكل الله مُقدَّس، وهذا الهيكَل هو أنتُم ».  لقد عَهدَ إلينا الله بهذا الجَسد لنطهِّرَه، ونَحتَرمه دون أن نَعبُده، ولا نتلاعب به وراثيا، ولا نجعله إنسانيّا فائقاً، ونُعامله ” كرفيقٍ ثمين ” أثناء حجِّنا على هذه الأرض، لأنَّه هو الرابط الذي لدينا، لنُقيم بواسطته العلاقة مع الطبيعة ومع الآخرين ومع الله. فمن خلال جسدنا نتلقى الأسرار، وهو سيقوم في اليوم الأخير ” لنَلبُسه ” الى الأبد. لذلك فإنّ أي اعتداء على جسدنا: تعذيب، تسليع ( جعلُه سلعة )، تشويه، قتل… هو اعتداء خطير على جسد المسيح.