هؤلاءِ القدّيسون المَعروفون وغَيرُ المعروفين الذين نَحتَفلُ بِهم اليوم كانوا رجالًا ونساءً وأطفالًا عادّيين وضُعفاء وهَشّين وخاطئين، مِثلَ أولَئكَ الذين يُسمّيهِم البابا فرنسيس قدّيسو الباب المُجاوِر. لَقَد استجابوا للدَعوة التي يُطلِقُها الله لِجَميعِ المُعمَّدين، وواظبوا طوالَ حياتِهِم على تَحقيقِ إرادةِ الآب. إنَّهُم يَبتَهِجون الآن، مع مَلِكتِهم، العذراء مريم، برؤيةِ الله وجهًا لوجه، وبالتالي يُشكِّلون جسد يسوع المُمجَّد.
عِندما كانوا على الأرض، كانوا جِزءًا من جَسَدِ يسوع المُجاهِد. بدأوا بِفصلِ أنفُسهم داخليًّا عن كلّ ما يَمتلكونه وخاصةُ عن أنانيَّتِهم. كانوا مُجتَهدين في التأمُّلِ في كلمةِ الله. لقد كرَّسوا أنفُسَهم لخدمةِ إخوتِهم المُحتاجين. تَحمّلَ بَعضُهُم الاستشهادِ والبعض الآخر كرَّسَ نفسَه لتبشيرِ أولئك الذين لم يَعرفوا يسوع بعد. في الواقع ، حقَّقَ كلُّ واحدٍ مِنهُم على أكملِ وجه وقدرَ الإمكان المواهِبَ التي وضَعَها الرُّوحُ القُدس فيه. كلُّ هذا دون انتظارِ تصفيق النّاس. لا تَعلَمُ شمالُهُم ما تَفعَلُ يَمينَهُم.
إذا وَصَلوا إلى هذهِ الدرجةِ مِن القداسة، فهذا ليسَ بجهودِهِم الذاتيَّة، بل بقوّةِ الرُّوحِ القُدس، لأنَّ هذا ليسَ عَملاً بشريًّا ، بل هو عملٌ إلهيّ حقًا. ليَقُل كلأُّ واحِدٍ مِنّا في نَفسِه: ” إذا أصبَح هذا أو ذاكَ من الأشخاصِ قدّيساً ، فلماذا لا أكونُ أنا ؟ “.