يقولُ باسكال: « المسيح سَيبقى يُنازِع حتى نهاية العالم ». (في الأصِل اليوناني، كلمة ” نِزاع ” تعني: صِراع ). في الواقع، حتّى قَبلَ نِزاعِهِ في بستانِ جِتسمانيّة، في اليومِ الذي سَبَقَ إعتِقالِه من قبلِ جنودِ الهيكل، كانَت حياةُ يسوع بأكمَلِها منذ الطفولة حتى الصليب صراعًا مُستمِّراً. صِراعٌ يتلقّى نتائِجَهُ، أثناء الاختباءِ من هيرودُس في مصر وعذاباتِه أمام الجلّادين، وصراعٌ فاعِلٌ فيهِ ضُدَّ الشيطان في الصحراء وكَذِبِ خصومه وأمامَ شكِّ تلاميذِه، وأخيراً ضُدَّ المَرَضِ والموت الذي يُعذِّبُ الإنسان … كلُّ هذا بحسب إرادةِ أبيه.
على مثالِ يسوعُ، حياتُنا هي أيضاً صراع مُستمِّر. نُصارِعُ لِكسب قوتِنا اليوميّ وضدَّ الشيطان وإغراءاتِه، نُصارِعُ كَسَلنا وأخطائنا وميولِنا السيِّئة، ونُصارِعُ التَّعطُش للسُلطة والثَروة … لَكِن للأسَف، لأنّنا ضُعفاء نَستَسلِمُ أحياناً كثيرة، تَغلِبنا قوّةُ التجارِب. لا يبقَ لنا سوى شيء واحد نَفعَلُهُ : مثل المُلاكم ، لا يجِب أن نبقى على الأرضِ لأكثَرَ من عَشرِ ثوانٍ. أن نَركُضَ بسرعة إلى رحمةِ أبينا السماويّ، ونَطلُبُ مِنه المغفرة التي يَمنحنا إيّاها بِسخاءٍ إذا كانت تَوبَتُنا حقيقيّة.
يقولُ القديس خوري آرس : « يجبُ أن نُصارِعَ في هذا العالم. سيكون لدينا مُتّسعٌ مِن الوقت للراحة كلّ الأبديّة ».