الحياةُ في الرُّوح

وَحدَها حقيقةُ القيامَة يُمكِنُها أن تؤَدّي إلى الإيمانِ بالقيامَة. لهذا السَبَب لم يَكُفَّ يسوع، لفَترةِ أربعينَ يومًا، عن الترائي لتلاميذِهِ بِطُرُقٍ مُختَلفة. في ترائيهِ الذي قرأناهُ اليومَ في الإنجيل، لَم يَكتَفِ يسوع بتشديدِ إيمانِ توما، ولكن، بعِلمِهِ بِقُربِ صعودهِ، أعطى رُسُلَهُ سلامَهُ الذي يَجب أن يَنقلوه، ونَفَخَ فيهِم الروح التي يجب أن يعيشوه وسلَّمَهُم رسالته التي يَجِبُ عَليهِم السَعي في نَشرِها في أربعة أقطارِ العالم.
سلامَهُ، الُمختَلفُ عن سلامِ العالم، يَجلِبُ المُصالحة مع الله والآخرين، والسلامُ الداخليّ والهدوء والسكينة والإنسِجام.
نَفَسُ الحياةِ الذي نَفَخَهُ فيهِم يُكرِّرُ من خِلالِه عَمَل أبيهِ بخلقِ آدَم الأوّل. بهذا النَفَس يَخلُقُ إنساناً جديدًا الذي، بعدَ تَعَمُّدِهِ بهذا الروح، يجب أن يعيشَ فيهِ ومِن خِلالِه. هذا الإنسانُ الجديدُ هَو حُرٌّ، لأنَّهُ حيثُ يكونُ روحُ الرَّب، تَكونُ الحريَّة. وهذا الإنسانُ الجديد علَيهِ أن يعيشَ في مجتمعٍ مُتضامِن حيثُ لا يجِبُ أن يوجَد مُحتاج، حيثُ يَتِمُّ مُشاركةَ كُلِّ شيءٍ وفقًا لاحتياجاتِ كلِّ فَرِد. أخيراً، في هذا المُجتَمَع جَميعُ الأشخاصِ مُتساوون، لأنَّهُم أصبحوا واحدًا فيهِ، ولأنّ الكبيرَ عليهِ أن يكونَ خادِماً للجَميع.
أخيراً، أعطاهُم الرِسالة التي تَلقاها من أبيهِ: التي هي ، ودائماً في هذا الروح، إعلانُ إقترابِ ملكوتِ الله، وغُفران الخطايا، وطردِ الأرواحِ الشريرة، وشفاءِ المرضى، وزَرعِ الرحمة … في كلِّ مكانٍ وحتى نهايةِ العالَم.