قُدرَةُ الله

بَعدَ أنْ سَمِعا يَسوعَ يُنبئُ بما سيَحدُثُ لَهُ وبِرَحيلِه، طلَبَ مِنهُ الرَسولان يَعقوب ويوحنَّا أن يَحصَلا على الأماكِنِ الأولى في مَملَكتِه. لَمْ يَعلَما ما يَسألان. لقد فَكَّرا في تَفَوقِهِما على الآخرين بِمُجرَدِ رحيلِ يسوع. الرَغبةُ في أنْ نَكونَ الأوائِل هيَ أصْلُ تَعاسَةِ أيّ جَماعَة. هيَ مَصدَرُ الغيرة، والشَّهوَة إلى السُلطة التي تُؤدّي إلى الأكاذيبِ والإساءَةِ والفَسادِ وحروبِ الإِخوَة.

ونَحنُ أيضاً نُؤمِنُ أنَّ الله كُليّ القُدرَة. لَكنَّ قُدرتَه المُطلَقَة لَيسَت اسْتبداديَّة. في قانونِ الإيمانِ « نؤمِن بإلهٍ واحِد » ، نَعترِفُ بأنَّ الله آبٌ قَديرٌ، ضابِطُ الكُلّ. هذا يَعني أنَّ أُبوَّتَهُ هيَ التي لها كلّ القُدرَة. فالآب هوَ مَصدَرُ الحَياة والمَحبَّة والحَنان والرَحمَة. أبانا هوَ الذي يُعطي ويَبذُل نَفسَهُ لِكَي يخلّصَ أولادَه. لَقد أرسَلَ ابنَهُ الوَحيد، حَبيبَهُ وشُعاعَ مَجدِه، ليَصيرَ إنسانًا ويَفدي البَشَر ويُصالِحَهُم بِه. لَقدْ دَعا هذا الابنُ نَفسَهُ الرَّاعي الصالِح الذي يبذُلُ حياتَهُ ليَبحَث عَن الخروفِ الضَّال. وقَد فَعلَ ذَلك بقبولِهِ المَوتَ كَمُجرِمٍ عَلى الصَليب. وهو أخيرًا مَن يَجعَلُ أولاده يَنمونَ ويُساعِدُهُم على الازدِهار حَتى يَصِلَ كلُّ واحِدٍ مِنهُم إلى مِلءِ قامَتِهِ وشَخصيَّتِه الحَقيقيَّة.

قُدرَةُ إلَهِنا هيَ مَحبَّتَهُ، وعِندَما نُحِبّ نُصبِحُ ضُعفاء. لِنَسألَهُ نِعمةَ الاقتداءِ بِه.