ثَورةُ المَحبّة

في حينِ أنَّ عالَمنا، الذي يُريد أن يَجعَلَ ذاتَهُ السيِّد الوَحيد، والذي يَرفُضُ كلّ سيّادةٍ تَتخطاه، يقومُ بعَمَليّة تَقويضِ الأُسرة، أساس المُجتَمع البَشريّ بأكمَلِه، واختزالِها في عَقدٍ بَسيط لا يَخضَعُ إلا لِمزاجِ الفَرد. أكدَّ البابا فرنسيس، باسْمِ الكنيسة، في دبلن (إيرلندا)، في شهرِ آب 2018، أمام آلاف الأزواج الصِغار والكِبار: «الزواج ليس مُجرّد مُؤسّسة بَل هو دَعوة وقرار واعٍ يَدوم مَدى الحياة بالعنايةِ والمُساعدةِ والحِماية المُتبادلة، لأنَّه في الحُبّ لا يوجد شيء مؤقت… عَالمُنا في حَاجةٍ إلى ثَورةِ مَحبَّة».
ويُتابِع البابا : « إنَّ الله يُريدُ حقًا أن تَكون كلُّ عائِلة، على مِثالِ عائِلة الناصِرة المُقدسة، مَنارةً تشعُّ فَرحَ محبَتِه في العالَم. وهذا يَعني أنَّهُ بعدَ أن نَلتقي بِمحبَّةِ الله التي تُخلِّصُنا، نُحاول، بِالكلمات أو بِدونِها، إظهارها من خلال لَفتاتٍ صَغيرة مِن اللطف، في الروتينِ اليَوميّ وفي أبسَط لَحظاتِ اليَوم. هذه هي القداسة ».
و يختمُ البابا فرنسيس كلامَه قائلاً : « الزواجُ المَسيحيّ والحَياةِ العائِليّة يمكِنُ فَهمُهُما بِكلِّ رَونَقِهِما إذا ما تَرسَّخا في مَحبَةِ الله، الذي خَلقَنا على صورَتِه حتى نَتمكَّن مِن تَمجيدِه كأيقوناتٍ لمَحبَّتِه وقداسَتِه في العالَم ».
لِتُساعِد عائلةُ يَسوع المُقدسة بيوتَنا على تَجديد مّحبَّتِها باستِمرار لِكي تَكونَ أمينةً ومُثمِرة كما أرادَها الله.