خُلِقَ الإنسانُ بالحُبِّ ومِن أجلِ الحُبّ مِن إلهٍ هو حُبّ، فليسَ للإنسانِ مصيراً أعمى، لَكنَّهُ مقدر له أن يعيشَ على الأرضِ من أجلِ الحُبّ ومِن خلالِهِ، وبالتالي الانضمامَ إلى خالِقِه. لَقَد أعطاهُ الوسيلة بإظهارهِ لَهُ الطريق. هذا الطريق هو شَخصُ ابنِهِ الوحيد، يَسوع الناصريّ، الذي أُقيمَ ملِكًا لمَملَكةٍ سيؤسِّسُها. لا يَدخُل إلى هذا الملكوت إلّا الذين، بالحبّ، تشبّهوا بالإبن كثيرًا لدرجة أنَّهُم تطابَقوا مَعهُ.
هذا الطريقُ مَفتوحٌ على مِصراعَيه لجميعِ البَشَر. ومع ذلك، لكي تَعبُرَهُ، عليكَ أن تَدخُل من بابٍ مفتوح دائمًا على مصراعيه ولكِنَّهُ ضيِّق، وهو يسوعُ الناصريّ. يُريدُ الآبَ أن يرى صورةَ ابنِهِ في أيِّ شَخصٍ يُريدُ الدخول وعُبورِه. لذلِك، يجِبُ عليهِ أن يكونَ على مِثالِ يسوع، إنساناً للآخرين. يجبُ أن يكونَ فقيرَ القَلب، بعيدًا عن كلِّ كِبرياء أو اكتفاءٍ ذاتيّ، أن يتميَّزَ سلوكهُ كلُّهُ بِصَدَقةٍ فاعِلةٍ تِجاه كلِّ المُحتاجين، وأن يتحمَّلَ الافتِراءَ والخيانةَ والاضطهادَ وأن يحمِلَ صليبَه اليوميّ خلفَ يسوع إلى الجُلجُثة.
يَقولُ البابا فرنسيس: « دعونا الآن نُفكِّر للحظةٍ في الأشياء التي بداخلنا وتمنعنا من عبور هذا الباب: كبريائي، تفاخري، وخطاياي. ثم بعد ذلك، دعونا نفكر في الباب الاخر، ذاك المفتوح على مصراعيه لرحمةِ الله، حيث في الجانب الآخر ينتظرنا الله كي يمنحنا الغفران ».