المَسيحيّة هي الدّيانة الوحيدة التي تَضعُ رابطاً جَوهريّاً بين محبّةِ الله ومحبّة القريب. مِن خلالِ تَجَسُّدهِ، ربطَ يسوع بشكلٍ وثيق بين وصيّةِ مَحبَةِ الله ووصيّةِ محبّةِ القريب. في الواقعِ، كما في تَجَسَّده جمَعَ في شَخصِه الواحِد الطبيعتَين، الإلهيّة والإنسانيّة، فقد ربط الوصيتين ببعضهما البعض جاعلاً مِنهُما وصيّةً واحدة. في الحقيقة، لأنّهُ إلهٌ كاملٌ وإنسانٌ كاملٌ، ومن الصعب التمييز في شَخصِهِ بين الطبيعَتين الإلهيّة والإنسانيّة، فقد جعَلَ في أنَّنا عنِدما نحبُّ الله نُحبُّ الإنسان في نفس الوقت. لذا فإنَّ أقلَ علاماتِ الحبّ الصغيرة لدينا، الخدمة الصغيرة التي نُقدِّمُها للإنسان، موجّهةً إليهِ شخصيّاً بشكلٍ مباشر؛ لقد قال : « كلّما صَنَعتُم شيئاً مِن ذلِكَ لواحِدٍ مِن إخوتي هؤلاء الصِغار، فَلي قد صَنَعتُموه » .
بأخذِهِ الطبيعة البشريّة وتضامُنِهِ معهم، يَعتَبِرُ يسوع كلَّ إنسان أخاه. عندما نلتقي به وجهًا لِوجهٍ بالمَوت، سيَسألُنا ما قالَه لقايين : « أينَ أخوك ؟ ». لانّ الله إئتَمَننا على ذاتِهِ بواسطةِ اخوتنا. وهكذا يسلِّمُنا بعضُنا لبعضٍ، جاعلاً مِنّا، كما يُكرِّرُ البابا فرنسيس، ” كُلُّنا إخوة “.
بقوةِ حبِّنا لله، تَتَخذُ كلُّ أفعالِنا وحياتنا، في أكثرِ صُورِها العاديّة، قيمةً إلهيّة لأنّها تَهدِفُ الى الله من خلال الأخ.