في المَلَف الأول بعنوان : « هويّة الكَنيسة المارونيّة ودَعوَتَها ورِسالَتَها » ، يُعرِّفُها المَجمَعُ المارونيّ ( ٢٠٠٣-٢٠٠٦ ) على النَحوِ التالي: كَنيسةٌ أنطاكيّة سريانيّة ذاتَ تُراثٍ ليتورجيّ خاص ؛ كنيسةٌ خَلقيدونيّة ؛ كنيسةٌ بطريركيّة ذات طابِعٍ نُسكيّ ورُهبانيّ ؛ كنيسة في شَرِكةٍ تامّة مع الكُرسيّ الرسوليّ الرومانيّ ؛ وأخيراً، كنيسةٌ متجسّدة في بيئتها اللبنانيّة والمشرقيّة وفي بلادِ الانتشار.
إنَّ دَعوَتَها ورِسالتَها هُما أولاً وقَبلَ كلِّ شيءٍ، دَعوَةُ ورِسالةُ الكنيسة الواحِدة التي أسَّسَها الله على يسوع كأساسٍ لَها وعلى بُطرُس بِصفته نائبًا له على الأرض: مُتابَعة رسالةُ المَسيح الخلاصيَّة عَن طريقِ الأسرارِ، وتأسيسِ ملكوتِ الله على الأرضِ في انتظارِ مَجيءِ المَسيحِ الأخير في نِهاية الأزمِنة.
لكنّها أيضاً تَملكُ مُهمَّةً مُحدَّدة في البيئةِ التي زَرَعها الله فيها. يَجِبُ أن تكون، في هذا العالَمِ الإسلاميّ حيث تجذَرَت، الشاهدَ المَرئي والفعال لِمَحبَةِ الآبِ وسَلامِهِ ورَحمَتِهِ المُتجسدينَ في شخصِ يسوع الناصريّ. أمّا في الشتات، عليها أن تكون ” مِلحُ الأرضِ ونورُ العالم ” مِن خلالِ التزامِها مع جميعِ الرجالِ والنِساء ذوي الإرادَةِ الطيِّبة ضُمنَ مُحيطِها، لتُصبِحَ الخادمةُ الفعّالة لكلِّ فُقراءِ العالم في الأماكِن التي وَضَعها الله فيها.