عند رؤيتِهِ البهاء الإلهيّ ليسوع في تَجَليهِ على جبَلِ طابور، إختَبَرَ بُطرُس السعادةَ في حياتِه. لَم يَعُد يَرغَبُ بالإبتِعادِ عَنها، واقترَحَ بأن يَنصُبَ هناكَ الخِيام والبقاءَ فيها. إنّهُ إختِبار يُعطيهِ اللهُ مجّاناُ ونادِراً لبعضِ المُتَصوّفين. يقول البابا بندكتس السادس عشر : « عندما تكونُ لَنا النِعمة أن نَعيشَ إختباراً عميقاً مع الله، يبدو الأمرُ مشابهاً لِما حدث للتلاميذ في التَجلّي ؛ لبُضعِ لحظات لدينا لمحةٌ مُسبقة عمّا سيُشكِّل نعيم السَماء. ومع ذَلك، فإنّ الوجودَ البشريّ هو رحلةُ إيمانٍ تتقدَّمُ في الظلِّ أكثر مِنها في النور. طالَما نَحنُ موجودونَ هُنا، علاقَتُنا مع الله هي في السَّماعِ أكثر مِنها في الرؤية ». في الحقيقة، يوصي الآبُ التلاميذ أن يسمَعوا لإبنِه.
دعونا نَستفيد من زَمن الصومِ الكبيرِ هذا للاستماع أكثَر وبشكلٍ أفضَل ليسوع. دعونا نُصغي إليهِ في كلمته من خلال قراءة الكتاب المقدَّس بشكلٍ دائِم، وخاصةً الإنجيل ، لكي نتغذّى مِنهُ ونَعيشُه. فلنستمِع إليه في الصلاة المُثابِرة التي تُلهِمُ أفعالنا وكلِّ سلوكِنا. فلنستمع إليهِ بمزيدِ من التعاطُفِ والرحمة في صرخةِ إخواننا المتألمين، ولا سَّيما الفُقراء مِنهم، لِنَعتَني بِهِم ونشارِكَهُم ما لدينا وقبل كل شيء ما نحنُ عليه. من خلال الاستماع إلى المسيح والإقتِداء به، سنَختبِرُ السعادةَ على هذه الأرض قبلَ أن نتذوَّقها إلى الأبدِ وجهاً لوجه مع الله في السماء.