قالَ أحدُ اللاهوتيين: « الكنيسةُ تَصنَعُ الإفخارستيا والإفخارستيا تَصنَعُ الكنيسة ». مِن ناحية أخرى، شبَّه آباءُ الكنيسة المُعمّدينَ بِحبّاتِ الحِنطة الكَثيرة التي تَصيرُ دقيقًا وتُعجَنُ في ماءِ المَعموديّة وتُطهى بنارِ الروحِ القُدس بِمَسحةِ الزيتِ المقدس، فيصيرونَ رغيفًا واحدًا. يقولُ القديس أغسطينوس أنَّهُ مَهما كانَ عدَد الأرغفةِ المَوجودة على مذابحِ كنائِس العالم، فهناكَ دائمًا « رغيفٌ واحد » لأنَّ جميعَ المسيحيين يُشكِّلون معًا جَسدَ المسيحِ الواحد. مِن جانِبِه يؤكِّدُ القديس بولس: « فلمّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِد، لأنّنا نشتَرِكُ كُلُّنا في هذا الخُبزِ الواحِد … فأنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عضوٌ مِنهُ ».
الكنيسةُ هي جَماعةُ المَدعوينَ بمحبةِ الآبِ المجانيّة، المُجتَمعين حولَ يسوع للإحتِفال بمَوتِهِ وقيامَتِه، وتناوُل جَسَدِه ودَمَه. ولأنّها تأكُلُ الخُبز نَفسَه، يصيرُ كلُّ عضو من أعضائِها جسدَ المسيح، على حَدِّ تعبير القديس بولس. يَشرَحُ القديسُ أغسطينوس الأمرَ بهذه الطريقة : « إذا كُنتُم جسَدَ المَسيح وأعضاءَه، فسرُّكم هو المَوضوعُ على مائدةِ الرب، وتتناولون سرَّكُم. تُجيبون “آمين” ( نعم، هذا حق ) على ما تتناولون، وتُصادقون عليه بجوابِكُم. إنّك تسمع هذه الكلمة: “جسد المسيح”. وتجيب : “آمين”. كُن إذن عضوًا في المسيح لتكون “الآمين” عندك صحيحة » .