فِعلُ المَعموديّة

يَقولُ القديس بولُس : « أَوَتَجهلونَ أنَّنا، وقَد اعتَمَدْنا جميعاً في يسوع المسيح، إنَّما اعتَمَدنا في مَوتِهِ فدُفِنَّا معَه في مَوتِه بالمعموديّة لِنحيا نَحنُ أيضاً حياةً جَديدة كما اُقيمَ المسيحُ من بينَ الأمواتِ بِمَجدِ الآب ؟ ».

هذا هو السرّ الذي نَحتَفلُ بِه اليَوم، قيامَةُ المَسيح وقيامَتنا فيهِ وبِه ومَعَه. وكما تحوَّلَت حياةُ المَسيح إلى حياة جديدة بعد قيامته، نحن أيضًا مدعوون لعيش حياة جديدة، إبتداءً من حياتِنا هنا. حقًا إنَّ المَعمودية، بِتَشكيلِها الإنسانُ الجَديد فينا، تُعطي نَقلةً نوعيَّة لحياتِنا كلِّها لنُصبِحَ أعضاءً في الجَسَدِ الواحد، الكنيسة التي يُحيِيها روحٌ واحد، وتأخُذُ كلُّ أعمالِنا بُعدًا إلهيًا. إذًا نُضحي شهودًا للمسيح لكي نَجعَلَهُ حاضِرًا في عالَمِنا وفي جَميعِ مَجالاتِ حياتِنا: العائليّة والمِهنيّة والاجتماعيّة… نَشهَدُ لهُ بالقولِ والفعلِ ونَتعاوَن مع جميع البَشر ذوي الإرادة الصالحة في بناءِ ملكوتِ الآب، مَلكوت السَّلام والمحبَّة والعدالة والحقيقة والرحمة.

يكتبُ البابا فرنسيس ( في فرح الإنجيل ) : ” قيامةُ المَسيح تولِّدُ في كلّ مكان بذار هذا العالَم الجديد؛ وهي ولئن قُطعَت، فستُفرغُ من جديد، لأنّ قيامة الربّ قد إخترقت لُحمة هذا التاريخ الخفيّة، ولأن يسوع لَم يَقم من بين الأموات عبثاً. فلا نلبثَنَّ على قارعة طريق الرجاء الحيّ !”.