كلُّ حياتِنا كمسيحيين تتجذَّرُ بإيمانِنا الثابِت بشهادَةِ الرُسُل الذين كان لَهُم إمتيازُ رؤيَةَ يَسوع، لَمسَهُ، الأكلَ والشِربَ مَعهُ، وبأنْ يتحدَّثوا إليهِ بعد قيامَتِهِ والتي مِن اجلِها إمتَلَكوا الشجاعَة بالتضحيةِ بحياتِهِم. إلى المَسيحيِّينَ الذين يُشكِّكون في حقيقة هذه القيامة، كَتَبَ القديسُ بولُس : « وإذا لَم يَكُن المَسيحُ قَد قام، فإيمانُكُم باطِل ولا تزالونَ بخطاياكُم، وإذاً فالَّذينَ ماتوا في المَسيحِ قَد هَلَكوا. وإذا كانَ رجاؤُنا في المَسيحِ مقصوراً على هذِهِ الحياة، فنَحنُ أحقُّ جميعِ النَّاسِ بأن يُرثى لَهُم ». في الواقِعِ، إذا لم يَكُن المَسيحُ قَد قام، فإنَّ الكنيسةَ بأسرارِها ستَكون خِدعَةً جميلة. حتى حياتَنا العاديّة تَفقُدُ مِعناها لأنَّ كلَّ ما فَعلناه من خَيرٍ وجمالٍ وحقيقة، سيُقضي عليهِ الموت.
مِن ناحيةٍ أُخرى، إذا آمنَّا أنَّ المَسيحَ قد قام، فسَوفَ يكونُ لدينا يقينٌ راسخٌ بأنَّ كلَّ حياتِنا وموتِنا نفسه، لديهِما بُعداً ابديّاً. لأنَّ المَسيحَ الحَي يُعطينا مِعنىً جديدًا لحياتِنا كلِّها، حتى في أكثرِ أجزاءِها فناءً. بالنسبةِ لنا، سيَفقُدُ الموتُ شَوكَتَهُ ويَصيرُ فرصةً لاتحادِنا بيسوع.
أخيرًا، لدَينا يَقينٌ بأنَّنا سنقومُ، ليس فقط في القيامَةِ الأخيرة، ولَكِن بالفِعلِ من حياتِنا الحاليَة مِن خلالِ المَعموديَّة وفي كلِّ مَرَةٍ نتناوَلُ فيها جَسدَ المسيحِ ونَشرَبَ دَمَه.