مَع زَمنِ المَجيء، نَفتَتِحُ دورةً ليتورجيّةً تَقودُنا على مدارِ العام إلى التأمُّلِ وتَحقيقِ كلّ أسرارِ المسيح. نبدأ بزمَنِ إنتِظارٍ فعّال للمجيء الذي سيقومُ به الكلمة، ابنُ الله ، إلى الأرضِ وسُكَّانَها. لَن يأتي، كما في العهدِ القديم، مِن خِلالِ أحداثٍ ، بل سيأتي بِشَخصِهِ بتَجَسُدِهِ في أحشاءِ مريم العذراء ويَصيرُ إنساناً.
لكنَّ هذِهِ الزيارَة التي سنَحتَفِلُ بِها ليسَت الأولى. فَمنذُ قامَ بِبَحثِه عن آدم الخاطئ في الجَنّة، لم يَترُك إلهُنا الناسَ أبدًا ولم تَتوقَّف زياراتِهِ لَهُم، لكنّها دائمًا ما تكون غير مُتوقعة ومُفاجِئة: « ففي السَّاعةِ التي لا تَتَوقَّعونَها يأتي ابنُ الإنسان »، يقولُ يَسوع. هو يأتي لِلقائِنا في خِضَمِّ ارتباكِنا ومُعانَاتِنا ووِحدَتِنا وعَمَلنا اليَوميّ. هوَ يبقى في وسَطِنا من خلالِ كَلمَتِه، من خلال الإفخارستيّا وقبلَ كلِّ شيءٍ مِن خلال المَحرومين. وهكذا يَنضمُّ إلينا ليُقيمَنا مَعه في الإيمان بحبِّهِ اللامتناهي. يأتي ليُخلِّصَنا.
لهذا، يوصينا بالسَهَرِ الدائِم، وأن لا نَسمح لإنشِغالاتِ هذا العالم بِتحويلِ انتِباهِنا. هذه اليقظة هي حضورٌ للروحِ في رجاءٍ راسِخ بوعودِه.