بِتطبيقِ نصِّ النبيّ أشعيا، يؤكِّدُ يَسوع على الفور أنَّهُ بِشَخصِه، يسوع، ابن يوسُف النَّجار الذي مِنَ الناصِرة، هو الذي نالَ مَسحَة الرُّوحِ القُدُس، وأنَّ هذهِ المَسحة قد غَمرَتْهُ بالكامِل بِقداسَة الروح، وهذا الروح يَستَحوذُ على شَخصِهِ بالكامِل ليُرسِلَه في مُهمَّةٍ مُحدَّدة.
هذِهِ الرِسالةُ هي في الأساس رِسالةُ تَحريرِ الإنسان: تَحريرُ صورة الآب المُشوَّهة بالشرّ، مِن كلِّ ما يَمنَعها من الوصولِ إلى اكتمَالِها في هذه الحياة، وإعدادِها لِدخولِ مَلكوتِ الله: تَحريرَها مِن المَرضِ والخطيئَة والموت بكلِّ أشكالهم. وبالفعل، مُمتلئًا منَ الرُّوحِ القدس، سيَجتازُ يَسوع أصقاعَ فَلَسطين تِلكَ الحَقَبة، لمقاوَمَة هذهِ الشرورِ الثلاثة. لقد شَفى كلَّ أنواعِ الأمراض، وانتَصر على الموتِ بالقيامة بعدَ مَوتِه وإحياءِ الآخرين، وأعلَنَ عَن بدايَةِ عالَمٍ جَديد، مَلكوتَ أبيه، الذي سيَكون مَواطِنوهُ هم أولئك الذين تَبِعوه، والذين آمَنوا بِه و قَد عاشوا بِشارَتَهُ بِعُمق. وفي النِهاية، بَعدَ أن أكمَلَ رسالَتَهُ، مُعلَّقًا على الصليب، يُرجِعُ هذا الروح لأبيه، والذي سيُرسِلَهُ بإسمِهِ مِن جديد إلى جماعَةِ الكنيسة حتى تَستَمِّر هذه الرسالة حتّى نهايةِ العالم.
يا أبناءَ وبناتِ الكنيسة ! ماذا فَعلنا بِمَسحَتنا التي حَصَلنا عليها في المَعموديّة ؟ ماذا فَعلنا بالرُّوحِ القُدس الذي أرسَلهُ لنا الآب والذي يَسكُنُ فينا ؟