عِندما سألَ موسى الله عن اسمِهِ أجابَ « أنا ما سأكون ». أنا، المُختَلِف تماماً، القدير، أنا الذي سأكون دائمًا لَكُم ومَعَكُم. سَتَعرفونني من خلالِ أفعالي. أنا القريبُ بما يكفي لسماعِكُم. أنا من سيُحرِّرُكُم من العبودية، سأعطيكم المَنّ، الذي سيَمنحكم ماءً من الصخرة، الذي سيَنسُجُ مَعكُم عهداً وأجعلُكُم شَعبي… وأخيراً ، سأكونُ مَن سيأتي إليكُم جسديّاً ليكون فِصحَكُم، ومَنَّكُم الحقيقيّ، ومُحرِّرُكُم الحقيقيّ، وعهدَكُم الحقيقيّ الأبديّ. سأكونُ يسوع الناصريّ. سأكونُ المسيح.
على الرُغمِ مِن المظاهرِ الخارجيّة، فإنّ هذا الإله نفسَه هوَ الذي يُرافِقنا طوالَ رحلتنا نحو الآب، ولَكِن بطريقةٍ غيرِ مَرئيّة تَجعَلُنا نَتخيَّل أنّ الكوارثَ الطبيعيّة والتقلُّباتِ والنَكساتِ التي نواجِهُها تُشير إلى عَجزِه أمامَها. هو العكسُ تماماً. الله صبورٌ مَعنا لأنّه يَعرِفُ مِمّا نَحنُ مَجبولونَ، وهو يَعلَم أنّنا مقدّرٌ لنا أن نُشارِك حُبَّهُ الثالوثيّ. تَمنَحُنا نِعمَتَهُ الوقتَ لِنُثمِرَ ثمارَ التَوبة. يُرسِلُ لنا روحَهُ الذي يُلهِمَنا التواضُعَ والمحبّة والبساطة والثِقة التي لا تَتزَعزَع بالذي أرسلَ إبنهُ ليكونَ فدائنا ومُصالحَتنا مَعه.