بعد أن رَجِعوا فَرحين من نجاحِهِم في رسالَتِهِم الأولى، يَفخَرُ التلاميذُ الإثنَينِ والسبعين ويُخبِروا يسوع بأنَّ « حتّى الشَّياطينُ تَخضَعُ لَنا بِاسمِكَ ». أجابَهُم يسوع أنَّه من الأفضِل لهم أن يَعرِفوا أنَّ ” اسماءَهُم مكتوبة في السَّموات “. في الواقع، بعيدًا عَنهُم وعن لُصِّ اليمين ، لَم يَعتَد يسوع على تطويبِ الناسِ في حياتِهم.
بإعتِقادي يعودُ سبَبُ ذلِك إلى تواضُعِهِم. في الواقع، لم يَستَولوا على القوّة التي أعطاها لَهُم يسوع ، لكِنَّهُم إعترفوا بأنَّهم أخرَجوا الأرواحَ بإسمه وليسَ بقوَّتِهم الخاصة. ثُمَّ، بِسبَب ثِقتهِم الكبيرة به : لقد وافَقوا على الذهاب في الرسالة، بدون أن يَحمِلوا كيسَ دراهِم ولا مِزوَداً ولا حِذاء، وأرسَلَهَم مَنزوعي السِلاح كالحِملانِ بين الذِئاب. لقد قَبِلوا الذهاب إلى الغُرباء لا ليُرغِموهُم على الإيمان بيسوع. لكنَّهم كانوا حاملي السَّلام والاحتِرام لِحريَّةِ الناس. هُم بِذلِكَ قدَّموا الإيمانَ بالمسيحِ بِكُلِّ لُطف. وحتّى لَو تمّ رَفضُهُم والإستِماعِ إليهم ، كان عَليهم المُغادرة بصمتٍ ، نافضينَ الغُبارَ العالِقِ بأقدامِهِم ، دون إصدار حُكمٍ أو إدانة.
في المعموديّة نُصبِحُ نحنُ جزءاً من هؤلاء الإثنين والسبعين. سوفَ تُكتب أسماءَنا في السَّموات إذا قُمنا بالإقتِداءِ بتواضُعِهم وثِقتهم بيسوع الذي يُرسِلُنا. في الحقيقة، لا يُفرض الإيمان. يَجِب تَقديمَهُ، ولَكن قبل كل شيء أن يُعاش ويقدَّم كشهادةِ حياة. لأنّ عالمنا المشمئز من الخطابات يحتاج قبل كل شيء إلى شهودٍ حقيقيين.