مُعزَزًا بتِقنيّاتِهِ العظيمة واكتِشافاتِه وما يُسمّى بالتقدُّم المُستَمِر، يَنكُرُ الإنسانُ اليوم سيادَةَ اللهِ المُطلَقة على كُلِّ الخَليقة؛ وإذ يَعتَبِرُ ذاتَهُ مالكًا ذا سيادة، فإنّهُ يَستَخدِمُ حتى الإستِنفاذ موارِدَ الأرض إلى درجةِ تَعريضِ بَيتَنا المُشتَرَك للخَطر وحياةَ الجنسِ البشريّ على كوكبِ الأرض.
لَكِن، سواءً أحبَّ هذا الإنسانُ ذلِكَ أم لا، فإنَّ الله الخالق كانَ وسيَظلُّ إلى الأبدِ السيِّد المُطلق لكلِّ ما هو مَوجود. في كرمِهِ وحبِّهِ الفائِق، أعارَ الأرضَ وموارِدَها للإنسان حتّى يَتمكَّن من زراعتها ليعيش عليها ويُقدِّمَ الشُكرَ للمُعطي، دون أن يَستَغِلَها لتحقيق مكاسبِه الخاصة. لقد مَنحنا الله كيانَنا، وقُدرَتَنا على الحركة، والإرادة ، والعمل ، ومنازلنا ، وبُلدانَنا ، وأعمالَنا ، وأنهارَنا ، ومُحيطاتَنا ، وأجسادَنا ، وذكاءَنا ، ومشاعِرَنا، وخُبُراتَنا ، وقدرتَنا على الحُبّ … بإختِصار، كل ما نَحنُ عَليه وكلُّ ما لدينا ، حّتى لو كانَ ثمرةُ عمَلنا أو نِتاجُ ذكائِنا. نظرًا لأنّهُ وِكالة، يجبُ بالتالي إعادَته إلى المالك الحقيقيّ وتأديَةُ الحِساب عن إدارَتِه.
أفضلُ طريقةٍ للتَحضير لهذا الحِساب هي مشاركةُ كلُّ ما تَلقَيناه ، خاصةُ مع من هم في أمسِّ الحاجةِ إليه. هذا سيَجعَلُ لَنا أصدقاءً يَفتَحونَ لنا أبوابَ السماء لأنَّهُم يَحمِلون مفاتيحَها.