لأنّنا مُعمَّدون، لِيَكُن إيمانُنا وحياتُنا في ترابُطٍ تام. نَحنُ نؤمِن أنَّ كُلّ ما هو موجود يأتي من الله، وهو مُلكٌ لَه وموّجهٌ إليهِ. في المَعموديّة ، أصبَحنا جماعة، جَسدَ المسيح الذي يَتساوى أعضاؤُه جميعًا مع مواهبٍ مُختلفة في خدمةِ هذه الجماعة. لأنّنا خُلِقنا بالحبِّ ومن أجلِ الحُبّ، نحنُ بِحاجةٍ إلى بَعضِنا البَعض. لقد وُلِدنا في الزَمَن وسَتَصِلُ حياتَنا إلى الأبديّة حيثُ سَنلتَقي بالله الذي خَلَقنا بدافعِ الحُبّ.
لَكِن للأسَف، على الرُغمِ مِن إدراكِنا أنَّ المَوتَ سيُنهي هذه الحياة الزمنيّة المَمنوحةِ لنا، مِن أجلِ الوصولِ إلى الحياةِ الجديدةِ الأخرى ، فإنَّنا نَميلُ جميعًا إلى الاستقرار هنا كما لو كانت هذه الحياةُ هي الوحيدة. فنسعى جاهدين في تَكديسِنا للخيرات إلى نوعٍ من الضمانَة ضُدّ الخوفِ من المستقبل أو لإشباع رغاباتِنا في القوّةِ والمَجد. نَنسى أنَّ زيادةَ الثروةِ الماديّةِ تُقسِّي قلوبَنا تجاهَ الآخرين ، وخاصةً تِجاه الفقراء. لذلك نَحنُ نفتقِر إلى الإنسِجام.
وَحدَهُ الحُبّ الذي خُلِقنا من أجلِه يُعطي قيمةً أبديّةً لحياتِنا. مَحبةُ الله، التي نتلَقَّاها ونُشارِكُها مع الآخرين، هي المَكانُ الوحيد الذي نتَّحِد فيه بين ما نُؤمن به وما نَعيشُه.
وهذا يَتطلَّبُ التَجَرُّد عن الخَيراتِ الأرضيّة التي حَصلنا عليها من الله ، لِنتقاسَمَها بشكلٍ خاص مع أولئك الذين هُم في أمسِّ الحاجةِ إليها. عندها فقط نُصبح مُتماسِكين.