بإظهارِهِ هويَّتَهُ الحقيقيّة لِتلاميذِهِ كإبنٍ الله، يريدُ يسوع مِن خلالِ تَجلّيهِ، أن يُعلِّمَنا كيفَ نُصبِحُ مِثلُه سُفراء تَجلّي، كما قامَ هو بتحويلِ الماءِ، وحياةِ مريم المجدليّة، والقديس بطرس، والقديس بولس وغيرِهِم الكثير.
يبدأ بإحلالِ روحِهِ فينا من خلالِ المَعموديّة، يَقولُ القديس بولُس : « فنَحنُ جميعاً نرى ونَعكِسُ صورةَ مَجدِ الربّ بوجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مرآة، فنتحوَّلُ إلى تلكَ الصُّورة، ونزدادُ مَجداً على مَجد ».
هذا الروح الذي يُحيي الإنسانَ الجَديد فينا، يَدفَعُنا للبدء بتَحويلِ الطبيعة كي نزرعها ونجمّلها حتى تَحمِلَ ثمارًا جيّدة، ويَدفَعُنا لنجعل بيتَنا الُمشترك أرضًا طيِّبَة حيثُ من الجيِّدِ أن نَعيشَ كإخوةٍ مُتَّحدينَ في المَحبَّة.
ثمَّ يَدفَعُنا هذا الروح إلى تغيير وجوهِ إخوَتنا المُمتلِئة بالحُزنِ واليأسِ والألمِ والبؤسِ والمُعاناة، ورؤية البَسمة تَتفتَّحُ على شِفاهِهِم. فعِندما نُشاركُ بِتعاطُفِنا الفعّال ولُطفِنا آلام إخوتنا، سنَعكسُ حقًا وَجهَ يسوع الحَقيقيّ الذي تجسَّدَ ليُخلِّصنا، ويُحرِّرنا، ويُعيدُ لنا فَرحَ الشعورِ بأنَّنا مَحبوبونَ بِلا حدود، بمحبَّةٍ أبويّة حنونة ورَحيمة.
دعونا نَستفيدُ مِن زَمَنِ الصَومِ هذا، لنُصبِح أكثرَ فأكثر وُكلاء للتجليّ ومُوَزعينَ للبَسمات والفَرح.