في البَحثِ عن يَسوع

أمام القبرِ الفارغ، بدأتِ النِّسوَةُ القديسات والرُسُل بالبَحثِ عن جَسَدِ يسوع. وقد قالَ لَهم المَلاك : « أنا أعلَمُ أنَكُم تَطلبونَ يسوع المَصلوب. إنَّهُ ليس هَهُنا، فقَد قامَ ».

نَحنُ أيضًا نَبحَثُ عَنهُ دائمًا في حياتِنا، لا سيَّما عندما لا تُستَجابُ صلاتُنا، وحينَ يتسبَّبُ العُنفُ والظُلم في مآسٍ إنسانيّة لا يُمكِنُ التغلُّبَ علَيها، وبالأخصّ متى كُنّا نحن الضحايا المُباشرين لكلِّ هذه المعاناة.

ومع ذلك، يُخاطِبُ القديس أغسطينوس الله قائلاً : «أنتَ الحقُّ وفي كلِّ مكانٍ تُقيم لتُجيب من يَستَشيرونَكَ وفي الوقتِ ذاتِهِ تستَجيبُ جَميع الطلباتِ المَرفوعة إليك. أنـتَ تُجيبُ بوضوح … أنتَ كُنتَ في داخلي وأنا خارجًا عن نَفسي ! وفي الخارج بحثتُ عنكَ طويلاً ووثبتُ في قباحتي نحو الجمالات التي كوّنتُها. أنتَ كنتَ معي وأنا لم أكُن معَك».

في الحقيقة، يسوع، مُنذ المَعموديّة، حاضِرٌ في كلِّ واحدٍ مِنّا حَيثُ يبقى مع أبيهِ وروحِهِ القدوس ما لم نَطرُدُه بِخَطيئَتِنا. وطالَما أنَّنا مُتَحِدونَ به، فإنَّنا نَجِدُهُ عندَ مُساعَدَةِ الآخرين من خلالِ مواساتِنا لَهم وتعاطفنا مَعهَم وحنانِنا تِجاهَهُم، الفعّال في العثور عليه؛ عند زيارةِ مَريضٍ أو سَجين؛ من خلالِ وَضع ذواتِنا في خدمَةِ جميعِ إخوتِنا المُحتاجين… ونَجِدُهُ كذلك أيضًا مِن خلال عيش الإنجيل بأمانَةٍ في اختياراتِنا والتزاماتِنا وكلِّ سلوكِنا. وأخيراً نجده في كلِّ مَرة نأكلُ جسده ونشرب دَمُهُ في الإفخارستيّا .