” كلُّ شخصٍ يَعبُر طَريقَنا لا يتكرّر. هوَ يَترُكُ لنا دائمًا القليلَ مِن ذاتِه ويأخُذ مَعهُ القليلَ مِنّا. لا أحد يُغادر دون أن يترُك قُطعةً مِنه “. مِن خلال تَقديم ابنها إلى الله، سَمحت مريم لهُ بلقاء البَشر الآخرين الذينَ سيَمكُث مَعهم ويُصبح جِزءًا مِنهم. سوفَ يلتقي بالشيخ البار سِمعان الذي يُعرِّفُ عَنهُ على أنّه نور الأمم ومخلِّص العالم. وأيضاً سوف يلتقي بحنَّة، النبيّة الطاعِنة في السن التي تَتنبأ لمَريم بمُعاناتِها المُستقبليّة بِسبب هذا الطفل. في الواقع، يأتي يَسوع، في شخص سمعان وحنّة، للقائِنا جَميعاً ليخلِّصنا ويَكشفَ لنا محبَّة الآب.
إنَّ كلّ لقاءٍ مع يسوع فيهِ تَحوُّل: يُصبح الخاطئ شخصًا مغفورًا له، و زكا ابنًا حقيقيًّا لإبراهيم، والعشار لاوي الرسول متى، وسمعان يصيرُ بطرس… لم يَذهَب يَسوع للقاءِ الأغنياءِ والسُلطات المَدنيّة أو الدينيّة، بَل للقاء الفُقراء والخطأة الذين كانَ معهم في الكثير من الأحيان على المائِدة أو في بيوتِهم، حتى إتهمَه بعضُ المتظاهرينَ بالشرف أنّه سِكير.
إنّه سيأتي للقائِنا إذا اعترفنا أمامَه بأنَّنا فقراء، وخطأة، ونحتاجُ إلى رحمتِه ومَغفِرته، وأنّنا بدونِه لا نَستطيعُ أن نفعلَ شيئًا. سيأتي بِلا أدنى شَك مع روحِه القدوس الذي سيحوِّلنا عن طريقِ نزعِ إنسانِنا القديم وإلباسنا الإنسانَ الجَديد. وهكذا، مِثلَ الشَمعة التي سيُباركها الكاهن ويعطيها لنا اليوم، سنُصبح أنوارًا على طريق إخوَتِنا.