الحياةُ بَعدَ الحَياة

السؤالُ المَطروحُ على يَسوع مِن قِبلِ الصَّدُّوقيِّين، الذين لم يتقبَّلوا عقيدةَ القيامَة، هو نَتيجةً لِحاجةٍ حَقيقيّة. ذَلِكَ لأنَّ فِكرةَ الحياةُ بَعدَ الحياة كانَت حديثةً نسبيًّا بَينَ اليَهود. لهذا، لِكي يُجيبَهُم ، لجأ يسوع إلى الكِتابِ المُقدَّس. قالَ لَهُم: « إذ دعا موسى الربَّ إلَهَ إبراهيم وإلَهَ إسحَق وإلَهَ يعقوب. فما كانَ إلَه أموات، بَل إلَهَ أحياء ».
نَحنُ أيضًا نَتساءَلُ أحيانًا عَمّا سَيكونُ بَعَد هذا المَوتِ المُؤلِم. لا يُمكِنُنا نَقلُ خُبُراتُ حياتِنا الأرضيّة إلى هذا البُعدِ الغامِض وكَما يُقالُ ” لَم يَعُد أحدٌ مِنَ الموتِ ليُخبِرنا عَنه “. لذَلِكَ يَجِبُ علينا نحن أيضًا أن نلجأ إلى الوَحي ( في الكتاب المقدّس ). قالَ يسوع: « أنا القِيامةُ والحَياة … مَن أكَلَ جَسدي وشرِبَ دَمي فلَه الحياةُ الأبديّة وأنا اُقيمُه في اليومِ الأخير. » و من جِهَتِه، يَكتُبُ القديس بولس: « إنّ المَسيحَ قَد قامَ مِن بين الأموات. وإذا لم يَكُن المَسيح قد قام، فإيمانُكُم باطِل ولا تَزالونَ بِخطاياكُم … وإذا كانَ رجاؤُنا في المسيحِ مَقصوراً على هذهِ الحَياة، فنَحنُ أحقُّ جميعِ النَّاسِ بأن يُرثى لَهُم … فالَّذي أقامَ يَسوعَ المَسيح مِن بينِ الأموات يُحيي أيضاً أجسادَكُم الفانية بروحِهِ الحالَّ فيكُم ».
من جانِبِه، يقولُ يوحنا في إنجيله: « فإنَّ الله أحبَّ العالَم حتّى جادَ بابنِهِ الوَحيد ليُخلِّص بِهِ العالَم ». لذَلِك فإنَّ المَحبَّة هي الدافِعُ وراءَ حياة المسيح كلِّها: تَعليمِهِ وسلوكِهِ وآلامِه وموته وقيامَتِه.
بِما أنَّ الحُبُّ أبديٌّ لأنَّهُ الله ، فنَحن أيضًا ، أبناءَ المَحبَّة ، لا نموتُ أبدًا. لَكِن بَعد الموت سنَعيشُ إلى الأبد في مَن أحبَّنا.