التَبشير

بِنزولِهِ عَليهم بشَكلِ ألسنَةٍ كأنّها من نار، غَيّر الروحُ القدُس الرسل كليّاً. فَمِن أشخاصٍ خجولينَ وخائِفين ، يَصنَعُ مُبشِّرين شُجعان وجَريئين ويُذكِّرُهُم بوصيّةِ يسوع : « فاذهبوا وتَلمِذوا جميع الأُمَم ». إذهبوا وبشِّروهُم.
التبشير لا يعني القيامَ بإعلاناتٍ كما في تجارةِ السِلَع، ولا الإقتِناصَ لزيادةِ عَددِ الأتْباع ولا يَهدُفَ فقط لتوسيع الكنيسةِ جُغرافيًا، ولا لتَحرير البشر بالمعنى السِياسي … التبشيرُ هو، كما يقولُ القديس البابا بولس السادس : « أن تُنجِز، أن تَقلُبَ بقوّةِ الإنجيل معاييرَ الأحكامِ والقيَمَ الأساسيّة ونقاطَ الاهتمام وخطوطَ الفِكر والمَصادرَ المُلهِمة ونماذجَ الحياةِ البَشريّة، التي تَتناقَض مع كلمةِ الله وخُطَة الخلاص ». التبشير هو التَحوُّلُ من الداخِل ، القيامُ بِثورة ، عَكْسُ المَسارِ بقوّةِ الإنجيل لضميرِ الناسِ الشَخصيّ والجَماعيّ ونَشاطهُم وبيئتَهم وثقافتُهُم، من أجلِ قيادَتِهم إلى الاعتراف بالمسيحِ المخلِّصِ الوحيد والحقيقيّ، ومَعرِفةُ حُبّهِ ، القانون الوحيد الذي يَحكُم الإنسان والكون.
أخيرًا، التَبشيرُ يَعني المُشاركة الفَعّالة مع جميعِ الأشخاص ذوي الإرادةِ الصالحة في التطوُّرِ الكاملِ لكلِّ إنسانٍ ولكلِّ الإنسان. لنَطلُب من الروح القدس، الفاعِلِ الأوّل في التبشير ، كما يُسمّيه القديس البابا يوحنا بولس الثاني، أن يُساعِدنا في هذا العملِ الأساسيّ لجميعِ المُعمَّدين.