في جميعِ الحضارات، تُعتَبَرُ العينُ جهازَ الإدراكَ الجسديّ أو الروحيّ. وهي أيضًا مصدرُ الضوءَ التي يُصبِحُ الإنسانُ أعمى مِن دونِها. بِدورِهِ، قال يسوعُ لتلاميذِهِ : « سراجُ الجَسَدِ هو العَين. فإن كانَت عَينُكَ سليمة، كانَ جَسَدَكَ كُلُّهُ نَيِّراً. وإن كانَت عَينُكَ مريضة، كانَ جَسَدُكَ كلُّهُ مُظلِماً ».
يُشدِّدُ يسوع، في إنجيل اليوم، على إستِخدامِ أعيُنِنا في تعامُلِنا مع إخوتِنا. إذا كانَت أعيُنِنِا نَقيّة، فنَحنُ لا نَنظُرُ إلى السيِّئ فيهِم فَحَسب، بل أيضًا إلى الخَيرالذي عِندَهُم. للأسَف، نَحنُ نَنسى أنّنا مِثلُ سائِر الناس، لدَينا أيضاً عيوبٌ وحسَنات، فلا نرى في الآخرين سوى عيوبِهِم ونَحكُمُ عليها، وننسى عيوبَنا. لِذلِكَ يَطلُبُ مِنّا يسوعُ أن نُطهّرَ نَظَرَنا من خلال إخراجِ الخشبة مِن عينِنا أولاً حتّى نَتمكَّن مِن تمييز عيوبِنا بشكلٍ أفضلٍ ثمّ نذهب، بتواضعٍ ومحبّة، لِنقول لأخينا أن يزيل القذى التي في عينِهِ.
في الواقِع، إذا كانَت عينُنا صافية، وإذا كانَت عَينُ قلبِنا طاهرةً قبلَ كلِّ شيء ، فسَنكون قادرين على مُشاهدةِ الله أولاً، عندها سيكونُ بإستطاعَتِنا تَقديمِ الإرشادِ لأخينا أو حتى توجيهِه، دونَ الوقوع مَعهُ في الحفرة، لأنّنا سنُلقي عليه النظرة المُنيرة برؤية الله.
دعونا نَطلُبُ من الروح القدس أن يَمنَحَنا التمييز والتواضُع اللذان يسمحان لنا بإرشادِ الإخوة ومساعدَتَهُم في إعطاءِ الثمار الجيِّدة.