على الرُغمِ مِن ضُعفِنا وهشاشَتِنا وإعاقاتِنا وإضطراباتِنا، يُمكِنُنا دائمًا مُحاولَةُ الإقتِداءِ بِ ” زكّا “، الذي وجَدهُ يَسوع جالسًا على شجرةٍ لإخفاء قُصْرِ قامَتِه. زكّا هذا، بالرُغمِ مِن ثَروَتِه ومكانَتِهِ الاجتماعيّة وإعاقَتِه، ذهَبَ للبَحثِ عَن يسوع. جاءَ يُحاوِلُ أن يُشاهِد من هو يسوعُ الذي سَمِعَ عَنه. لهذا، تَحدّى الرأيِ العام وعَجزِه وتقدَّمَ مُسرِعاً وصَعِدَ جُمَّيزةً لِيراه.
أمام دَهشَتِهِ الكبيرة، كانَ يسوعُ هو مَن بادَرَ ونَظَرَ إليه، وناداهُ بإسمِهِ، وأمره بالنزول سريعًا من عَنِ الجُمَّيزةِ، ودعا نَفسَهُ إلى مَنزلِه. لم يُحدِّقُ يَسوعُ لا إلى قُصرِ قامَتِه ولا إلى سِمعَتِهِ السَّيئَة كعشّار. جلس للطعامِ مَعهُ ومع مجموعةٍ من الخطأةِ مِثله. في الواقِع، وجَد زكّا نَفسه ليس فقط أمام شخصٍ عاديّ غيَّرَهُ وجَعَلَهُ يتحوَّلُ مِن لُصٍّ إلى فاعِلِ خَير، ولكن أمامَ شَخصٍ جَلَبَ، لَهُ ولأهلِ بَيتِهِ، المُخلِّص. « لأنّ ابنَ الإنسانِ جاءَ ليَبحَثُ عَن الهالِك فيُخلِّصَهُ ».
دعونا نَخرُجُ مِن خوفِنا أو كَسَلِنا ونَذهَبُ كَما نَحنُ إلى هذا الرجُل العاديّ ، ولكِن الذي يُحبُّنا مَجّانًا تمامًا كما نَحن. لأنَّ ما أصبَحنا عليهِ مِن خلاص، كما يقول القديس بولُس، هو وَفقاً لسابِقِ تَدبيرِه والنِّعمة التي وُهِبَت لنا، وهو الذي أفرَدنا في البَطنِ ودعانا بِنِعمَتِه والذي فيهِ حياتُنا وحَرَكَتُنا وكيانُنا.