كلُّ كائِنٍ حَي سيَموت. أمامَ هذه الحقيقة، لَم يتأخر الإنسانُ بأن ينحني عاجِزاً أمام هذا السرّ الذي يُخيفُهُ والذي لا يَعرِفُ شيئًا عَنه. تُفُرِّقُ العُلومُ الطُبيَّة بَينَ المَوتِ السَريريّ، موتِ الجِسِم، ومَوتِ الدِماغ، وتَبحثُ دائمًا عن اللحظةِ الدَقيقَة لهذا المَوت. في الواقِع، يَكمُن السرّ المُظلِم بما يَحصَل بعد هذا الموت: يتحَلَّلُ الجَسد. ولَكِن أين تَذهَبُ النَفسُ والروح ؟ هل هي أبديّة ؟ على أيِّ حال، يَظلُّ المَوتُ أعظَمَ صَفعَةٍ في وجهِ رَغبَةِ الإنسانِ الأساسيَّةِ في الحياة.
بإحياءِ لعازَر، يُعطينا يَسوعُ مفتاحًا لِفَهمِ هذا السرّ نوعًا ما. فبالنسبة لنا نَحنُ المُعمَّدين، ليس الموتُ هو النِهاية. بَل يُمكِنُ هزيمَتَه. هو مَمر؛ بابٌ للحياةِ الأبديّة مع الثالوثِ الأقدس. والدليل القاطِعُ على ذلك هو إحياءُ لَعازَر، رَمزُ قيامَةِ المَسيح التي نَبني عليها إيمانَنا ورجاءُ قيامَتِنا بالجَسَدِ والروح، ليسَ فقط في نهاية الأزمنة، ولَكِن بالفِعِل ابتداءً من هذه الحياة. نَحنُ نُؤمِن أنَّ الله الذي خَلقَنا، قادِرٌ على إعادَةِ خَلقِنا لنَصيرَ على صورةِ آدَمَ الأصليّ.
نَدخُلُ قريبًا أسبوعَ الآلام استعدادًا للاحتفالِ بقيامةِ المَسيح. لنَستَعدَّ لهذهِ الاحتفالاتِ من خلال إحياءِ إيمانِنا بالمَسيحِ القائِمِ من بينِ الأموات، الكفالةُ والضمانَةُ لقيامَتِنا.