أنتُم أيُّها المُعمَّدون، الذين يقرأون هذه المقالة الآن، إعلَموا أنّكُم مَحبوبونَ من الآبِ بِلا حدود، ومُخلَّصونَ مِن الإبِن، وأجسادَكُم هي هياكِل الروح القدس الذي هو الله حقًا، المُساوي للآب الذي يُحبُّنا وللإبنٍ الذي يُخلِّصَنا. هذا الروح الذي نَحتَفِلُ بعيده اليوم، هو روحُ التَبنّي والحَقيقة والحِكمَة والمَعرفة والذكاء والتقوى والمشورة والقوّة. أرجوكُم أن تُدرِكوا عَظَمَتَكُم الحقيقيّة.
في الواقِع ، ” الرُّوح ، كما يقولُ اللاهوتيّ العظيم القديس غريغوريوس النزينزي، كان دائمًا ، وهو الآن، وسيكونُ الى الأبد. الروحُ دائمًا يتواصَلُ دون أن يُشارِك مع آخرين؛ هو يُكمِّل ولَكنَّهُ لا يَحصَلُ على كمالِه من أيِّ أحد؛ هو يُملئ ولكنَّهُ ليس بحاجة لأن يُملِئُه أحد؛ يُقدِّس ولا يُقدِّسهُ أحّد. يؤلِّه وهو الإله في ذاتِه. هو دائمًا مُتطابِقٌ مَع نَفسِهِ ومع أولَئكَ الذين يَتحِدُ بِهِم؛ هو غَيرُ مَرئيّ. هو خارِجُ الزمان والمَكان؛ لا يتغيَّر؛ ليسَ له كَميَّة أو نوعيَّة أو شكلٍ خارجيّ أو واقعٍ مَلموس؛ يتحرَّكُ بِذاتِه بشكلٍ مُستَمر؛ هو حُرّ، وقديرٌ بذاتِه “.
إذا كُنّا بهذه العظمة، فهذا بِفَضل نِعمَةٍ مجانيَّةٍ من الآب. لقد جَعلتنا هذه النعمة على صورةِ المسيح. وكَما أنّ هذا الروح قادَ المسيح بالكامِل لتَحقيق إرادةِ أبيه، فلنَطلُب مِنه هذه النِعمة نَفسها ونَترُك ذواتَنا بينَ يَديّ هذا البنّاء الرئيسيّ الذي هو الروح الذي يَسكُن فينا.