مَخافَةُ الله

عندما أعلنَ يسوع لتلاميذِهِ أنَّهم سيتعرضون للاضطِهاد كما إضطُهِدَ هوَ ، نَصَحهم: « لا تخافوهُم إذاً ! لا تَخافوا الَّذين يَقتُلون الجَسَد ولا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفس، بل خافوا الَّذي يَقدِر على أن يُهلِك النَّفس والجَسَد جميعًا في جَهنَّم ». لذا، فلا تخافوا من الله. لأنَّهُ حنانٌ غيرَ مَحدود ورَحمَة ومَغفِرة؛ هو الذي جَعلَ نَفسَهُ صغيرًا، خادِمًا، رجُلًا ضَعيفًا، لكي يُشابِهَنا ويُصالِحَنا مع أبيهِ الذي خَطِئنا إليه. حقاً يَجِب ان نكونَ جُبناءَ مِثلَ هيرودُس حتى نَخاف من طُفلٍ فقيرٍ وعاجِز.
مَع ذَلِك، يوصي يَسوعُ تَلاميذَهُ بِمخافةِ الله، والتي، وفقًا للكتاب المقدس، هي رأسُ الحكمة. بعيدًا عن الخَوفِ الذليل، المَخافةُ هي شعورٌ ومَوقِفٌ يتكوّنان من مزيجٍ خَفيّ مِنَ الحُبِّ والاحتِرامِ والخَوف ، ليس مِن العِقاب، ولَكن مِن الإساءة لشَخصٍ نُحبُّه ونُكرِّمه. المَخافَةُ من الله هذه، هي أساسُ الَسيرِ في طُرُقِهِ وطاعَةُ إرادتَهِ وخِدمَتِه وقبلَ كلِّ شَيءٍ مَحبَّتِه. في الواقِع، الحبُّ هو أساسُ هذه المَخافة وليس الخَوفَ مِن العِقاب. هذهِ االمخافة هي الَّتي تَجعَلُنا نَفهَمُ وِسعَ مَحبَّةِ اللهِ لنا مِن جِهة، ومن جِهةٍ أخرى ما تُسبِّبُ لَهُ خطيئَتَنا مِن ألَم.
لِنَطلُب مِنَ الروحِ القُدس الساكِنِ فينا، أن يَمنَحَنا القوَّةَ والشَجاعة لنُحِبَّ الله ونخافُه مَهما كلَّفنا ذلِكَ، ودائمًا وفي جميع حالات حياتنا.